قصّة حاجّ جزائري توفّي بالبقاع المقدّسة: جئتُ لأموت هنا.. س. ع كتب الإعلامي نجم الدين سيدي عثمان عن رجل جزائري غادر عالمنا تاركا أثرا طيبا جدا اسمه خنوف خالد تدوينة مطولة نشرها على جدار صفحته الموثقة على موقع الفيسبوك يوم الخميس تحت عنوان قوة اليقين جاء فيها: لم أعرف شخصًا يملك قوة صبر وتحمل مثل خالد. كان مريضًا بالسرطان لكنه لم يتصرف يومًا كالمرضى الآخرين بل عاش حياته بشكل اعتيادي وسعى لتوفير أدوية السرطان للمرضى كأنه غير معني بهذه الأدوية. كان مؤمنًا بقدره وبالحياة أيضًا. قضى أغلب وقته في السعي لقضاء حوائج الناس لا تراه خارج محله إلا وهو يحل مشكلة هذا ويتدخل لأجل ذاك ويرافق الآخر لإدارة ما. لم يكن خالد مقربًا مني كما كان مقربًا من رفيق حريش لكنه كان يلهمني بحيويته ونشاطه وكفاحه. لقد هزم مرض سرطان الدم لينال منه السكري قبل أن يصاب بسرطان العظم. وفي كل محنة كان يظهر جلدًا وقدرة على التحمل حتى أنني كنت أسأله محرجًا إن كان قد شُفي لأنه لم يكن يظهر أي علامة على المرض كما لم يكن يشتكي. كان يتوق للحج وكان ذلك مبلغ أمانيه. حصل على جواز الحج بطريقة غير متوقعة تماما ولعبت فيها الصدفة دورًا كبيرًا أو بوصف أدق اجتمعت الأسباب الإلهية لتجعله من بين حجاج هذه السنة. وقبل أن يسافر اتصل بالجميع وطلب منهم العفو حتى من انقطع اتصاله بهم منذ سنوات. كان حريصًا في الطائرة على وصول بعض الأدوية لأصحابها وأوصى بالمساعدة في تسجيل أحد المحتاجين في السكن بصيغة AADL يوم 5 جويلية. في الطريق إلى مزدلفة شعر بالتعب الشديد جراء المشي الطويل خصوصًا أنه مريض. التقاه بعض أعضاء الوكالة فقال لهم: اسبقوني سألحق بكم . وحين عجز كلية واستسلم التقى بحاج كان بالقرب منه وحمله رسالة وطلب منه أن يبلغها مفادها: جئت لأموت هنا . قبل أن يسلم أمره لله! بعد سنوات من التحمل اختار المكان الذي يموت فيه بكل يقين بعد أن آمن بالحياة بكل يقين طيلة سنوات المرض الطويلة. ولعل الله اختاره من بين حجاج هذه السنة ليبعثه يوم القيامة بلباس الإحرام ملبياً. لم يعثر على خالد سوى بعد مدة في ثلاجة مستشفى المعيصم المركزي ليدفن بإذن الله يوم الخميس في مكةالمكرمة رحمة الله على خالد.