عالجت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة أوّل أمس الخميس، ملف 04 شبّان ينحدرون من منطقة برّاقي ينشطون كعناصر دعم وإسناد للجماعات الإرهابية النّاشطة في بومرداس وخميس الخشنة تمّ توقيفهم بعد أن تسلّل أحدهم إلى مستشفى »القطّار« للحصول على ساق اصطناعية لإرهابي بترت رجله في اشتباك مسلّح مع قوّات الأمن. تبيّن من الملف القضائي للمتّهمين أن مصالح الأمن المتخصّصة كانت قد تحصّلت على معلومات حول نشاط شبكات عناصر الدّعم والإسناد ببرّاقي، وتمكّنت من تفكيك إحدى الشبكات، ومنها إيقاف المتّهمين الأربعة وهم المدعو »ب. رشيد«، »ب. ياسين« و»ب.عيسى« إلى جانب المتّهم »ز. فاضل« واسترجاع كتب وأقراص مضغوطة تحرّض على الجهاد، إلى جانب كمّية معتبرة من المواد الغذائية والألبسة كانوا بصدد جمعها لعناصر الجماعات الإرهابية النّاشطة في جبال بومرداس وخميس الخشنة. وحسب ما جاء في محضر الضبطية القضائية، فإن المتّهمين الأربعة اعترفوا بالوقائع المنسوبة إليهم، حيث صرّح الأوّل »ب. رشيد« بأنه كان يتردّد سنة 2006 على مسجد الإصلاح بمنطقة »المرجى« لأداء الصلوات، حيث كان يلتقي هناك بالمتّهمين »ب. ياسين« و»ب. عيسى« اللذين كانا يتحدّثان معه حول الجهاد في العراق، إلى جانب شرعية الجهاد في الجزائر، وتردّد لقاءه بهما إلى غاية أن عرضوا عليه العمل إلى جانب الجماعات الإرهابية النّاشطة في بومرداس. وفي أوت 2009 سلّمه أحد المتّهمين هاتفا نقّالا من نوع »نوكيا« مزوّد بشريحة للمتعامل »نجمة«، حيث اتّصل به في نفس اليوم الإرهابي »ص. سعيد« المكنّى ب »جمال الأفغاني« الذي حدّد له موعدا للّقاء بالقرب من سدّ الحميز، أين كان يرشده بالهاتف لتفادي نقاط التفتيش، وطلب منه أن يشترى لهم المؤونة والأغذية بمبلغ مليون ونصف مليون سنتيم، كما أخبره بأن يطلب من المتّهم »ياسين« فتح هاتفه النقّال، وكان قد منحه عدّة مرّات مبالغ مالية معتبرة لشراء المؤونة والأقمشة الخاصّة بالزيّ الأفغاني، وعليه تمّت إحالتهم على القضاء بعدما وجّهت لهم جناية الإنتماء إلى جماعة إرهابية تنشط داخل الوطن. المتّهم »ب.ر« وخلال الاستجواب أنكر التّهمة المسندة إليه وتدرّع بأنه لم يكن يدري على ما وقّع في محضر الضبطية القضائية. أمّا المتّهم الثاني المدعو »ياسين« فأصرّ على إنكار التّهمة خلال الاستجواب، وهو ما جعل القاضي يواجهه بالوقائع المتابع بها وتورّطه في الجماعة الإرهابية من خلال تنقّله إلى مستشفى »القطّار« بغرض الحصول بطريقة ملتوية على رجل اصطناعية لإرهابي بترت رجله في الجبل، لكنه لم يفلح في الحصول عليها بعد أن أخبره الشاهد في قضية الحال »ب. يوسف« بأن الحصول على رجل اصطناعية يتطلّب إجراء تحاليل وملف طبّي ورؤية المريض. وكانت الجماعات الإرهابية قد طلبت منه إحضار المؤونة من خلال استئجار شاحنة لكنه رفض بحجّة عدم امتلاكه لرخصة السّياقة، فيما كان المتّهم الثالث المسمّى »ب. عيسى« قد تنقّل أيضا رفقة المتّهم الثاني إلى مستشفى »القطّار« لذات الغرض، كما كلّف بشراء الألبسة من سوق »بومعطي« لصالح الجماعات الإرهابية، والتي ضبطت في منزله، في حين أنكر المتّهم الرّابع المسمّى »ز. فاضل« التّهمة المتابع بها بالرغم من أن مصالح الأمن الوطني كانت قد حجزت في منزله أجهزة إعلام آلي وأقراص مضغوطة بها صور للعمليات الإرهابية. من جهته، ممثّل الحقّ العام اعتبر أن الوقائع ثابتة من خلال المحجوزات التي قامت بحجزها مصالح الأمن الوطني من أقراص مضغوطة تحثّ على الجهاد وألبسة كان سيتمّ نقلها إلى الجماعات الإرهابية، كما أن أقوال الشاهد دليل إدانة قوي، ليلتمس تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا ضد المتّهمين.