استشهاد 11600 طفل فلسطيني في سن التعليم خلال سنة من العدوان الصهيوني على قطاع غزة    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار    ملفّات ثقيلة على طاولة الحكومة    افتتاح صالون التجارة والخدمات الالكترونية    ديدوش يعطي إشارة انطلاق رحلة مسار الهضاب    أدوية السرطان المنتجة محليا ستغطي 60 بالمائة من الاحتياجات الوطنية نهاية سنة 2024    هذا جديد سكنات عدل 3    تندوف: نحو وضع إستراتيجية شاملة لمرافقة الحركية الإقتصادية التي تشهدها الولاية    تبّون يُنصّب لجنة مراجعة قانوني البلدية والولاية    دي ميستورا يعقد جلسة عمل مع أعضاء من القيادة الصحراوية في مخيمات اللاجئين بالشهيد الحافظ    ليلة الرعب تقلب موازين الحرب    لماذا يخشى المغرب تنظيم الاستفتاء؟    حزب الله: قتلنا عددا كبيرا من الجنود الصهاينة    عدد كبير من السكنات سيُوزّع في نوفمبر    يوم إعلامي حول تحسيس المرأة الماكثة في البيت بأهمية التكوين لإنشاء مؤسسات مصغرة    السيد حماد يؤكد أهمية إجراء تقييم لنشاطات مراكز العطل والترفيه للشباب لسنة 2024    افتتاح مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    وهران: انطلاق الأشغال الاستعجالية لترميم "قصر الباي" في أقرب الآجال    تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2025 / الجزائر: "تأكيد التحسن المسجل في سبتمبر"    مجلس الأمة يشارك بنجامينا في اجتماعات الدورة 82 للجنة التنفيذية والمؤتمر 46 للاتحاد البرلماني الافريقي    الألعاب البارالمبية-2024 : مجمع سوناطراك يكرم الرياضيين الجزائريين الحائزين على ميداليات    السيد طبي يؤكد على أهمية التكوين في تطوير قطاع العدالة    حوادث المرور: وفاة 14 شخصا وإصابة 455 آخرين بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    كأس افريقيا 2025: بيتكوفيتش يكشف عن قائمة ال26 لاعبا تحسبا للمواجهة المزدوجة مع الطوغو    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 41 ألفا و788 شهيدا    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: الطبعة ال12 تكرم أربعة نجوم سينمائية    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: سينمائيون عرب وأوروبيون في لجان التحكيم    شرفة يبرز دور المعارض الترويجية في تصدير المنتجات الفلاحية للخارج    الوزير الأول الباكستاني يهنئ رئيس الجمهورية على انتخابه لعهدة ثانية    توافد جمهور شبابي متعطش لمشاهدة نجوم المهرجان    هل الشعر ديوان العرب..؟!    المشروع التمهيدي لقانون المالية 2025- تعويض متضرري التقلبات الجوية    المقاول الذاتي لا يلزمه الحصول على (NIS)    مدى إمكانية إجراء عزل الرئيس الفرنسي من منصبه    عبر الحدود مع المغرب.. إحباط محاولات إدخال أزيد من 5 قناطير من الكيف المعالج    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب:الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    الجزائر تعلنها من جنيف.."عودة الأمن في الشرق الأوسط مرهونة بإنهاء الاحتلال الصهيوني"    نعكف على مراجعة قانون حماية المسنّين    قافلة طبية لفائدة المناطق النائية بالبليدة    تدشين المعهد العالي للسينما بالقليعة    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    إعادة التشغيل الجزئي لمحطة تحلية مياه البحر بالحامة بعد تعرضها لحادث    قوجيل: السرد المسؤول لتاريخ الجزائر يشكل "مرجعية للأجيال الحالية والمقبلة"    بيتكوفيتش يكشف عن قائمة اللاعبين اليوم    كوثر كريكو : نحو مراجعة القانون المتعلق بحماية الأشخاص المسنين وإثراء نصوصه    الدورة التاسعة : الإعلان عن القائمة القصيرة لجائزة محمد ديب للأدب    إجراءات وقائية ميدانية مكثفة للحفاظ على الصحة العمومية.. حالات الملاريا المسجلة بتمنراست وافدة من المناطق الحدودية    حرب باردة بين برشلونة وأراوخو    منتخب الكيك بوكسينغ يتألق    توقيع اتفاقية شراكة في مجال التكفل الطبي    هذا جديد سلطة حماية المعطيات    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    مونديال الكيك بوكسينغ : منتخب الجزائر يحرز 17 ميدالية    الحياء من رفع اليدين بالدعاء أمام الناس    عقوبة انتشار المعاصي    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



امتحان عسير ل حزب الله للبقاء
نشر في أخبار اليوم يوم 30 - 09 - 2024


مراصد
إعداد: جمال بوزيان
في ظل توسيع العدوان الصهيوني
امتحان عسير ل حزب الله للبقاء
تَرصُدُ أخبار اليوم مَقالات فِي مختلف المَجالاتِ وتَنشُرها تَكريمًا لِأصحابِها وبِهدفِ مُتابَعةِ النُّقَّادِ لها وقراءتِها بِأدواتِهم ولاطِّلاعِ القرَّاءِ الكِرامِ علَى ما تَجودُ به العقولُ مِن فِكر ذِي مُتعة ومَنفعة ... وما يُنْشَرُ علَى مَسؤوليَّةِ الأساتذةِ والنُّقَّادِ والكُتَّابِ وضُيوفِ أيِّ حِوار واستكتاب وذَوِي المَقالاتِ والإبداعاتِ الأدبيَّةِ مِن حيثُ المِلكيَّةِ والرَّأيِ.
*****
تداخل المحورين السياسي والعسكري سيغيّر وجه المنطقة العربية
أ.صافي محمد مظهر أحمد
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
لطالما اتخذ الجنوبيون اللبنانيون من رأس هرمهم للقاعدة وغالبيتهم من الشيعة كلمات أغنية (منرفض نحنا نموت قولولن رح نبقى) رمزا لصمودهم على مدى سنين طوال ها هم اليوم يتبرؤون من كلماتها ويغادرون كرها أو طوعا ولن يبقَى منهم على أرض الجنوب ديارا على الأقل على امتداد المنطقة التي طالبت بها إسرائيل لتتخذها حزاما أمنيا تريح من خلاله جبهتها الشمالية..
تأكيدا على اتضاح بوادر عملية فض حزب الله وتوزيع شيعة الجنوب بين سوريا والعراق ودول أخرى تم تقديم تسهيلات للبنانيين في العراق من قبل الحكومة.. وقد طُلب منهم التوجه لمدينة الحلة التي تعتبر حلقة وصل بين النجف وكربلاء حيث تبعد عن النجف (60 كم) وعن كربلاء (35 كم)
ووعد رئيس الوزراء العراقي أنه سيتم الاهتمام بهم كما سيتم تجديد الإقامة لهم دون الحاجة إلى السفر كذلك تم أيضا إعفاء المخالفين من العقوبات وتقديم سيمات الدخول إلى العراق مجانا وتحكي هذه المكرمات قصة توطين قادمة حيث وُعِد بالكثير من التسهيلات والدعم في ظل الظروف التي يتعرض لها لبنان جراء العدوان الإسرائيلي ..
وقد قامت الحكومة العراقية خلال السنوات القليلة السابقة بمنح الجنسيات للكثير من الأفغان والباكستانيين والإيرانيين الشيعة ولا بأس إن أرادت إضافة الشيعة اللبنانيين إليهم على خلفية خطة لتجميع أكبر قدر من الشيعة في العراق وهي البلد الحدودية المتجارة مع إيران في تصور مسبق متفق عليه لتغيير ديمغرافي للمنطقة ويُشهدُ تسارع عملية منح الجنسيات للشيعة القادمين من كل حدب وصوب قبل بدأ مشروع التعداد السكاني الذي بات قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ وبذلك يتم احتسابهم على الشعب العراقي بعد حملهم وثائق التجنيس وبهذا تتم إعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يتوافق مع مخططات ومصالح الدول المسيطرة والمتحكمة والفاعلة في المنطقة هذا وقد كشفت وثائق هامة عن خطط للحكومة السورية لتجنيس الإيرانيين أيضا وليس بالبعيد أن تفعل ذلك مع الشيعة اللبنانيين الذين تم نقلهم إلى المدن السورية حيث تم في المرحلة السابقة إخلاء بعض المناطق من أهلها ربما تمهيدا لهذه المرحلة التي تقوم فيها الحكومة السورية بمكافأة حلفائها بتمكينهم في دمشق والمدن السورية الأخرى والمشهد الشيعي في دمشق وخاصة في محيط مسجد بني أمية الكبير يشي بالكثير مما قد تؤول إليه الحال في الغد المنظور..
الصورة تتضح يوما بعد يوم وإعادة التوزيع الديمغرافي في المنطقة بدأت تتضح ملامحها لكل ذي عين..
التوقعات تقول:
قريبا لا وجود فعال ل حزب الله على الساحة..
فقراءة المشهد السياسي والعدوان العسكري الذي نفذته إسرائيل على حزب الله تدل أنه ربما سيتم إنهاء حزب الله من لبنان كما تم قبله إنهاء جبهة التحرير الفلسطينية ..
والشارع العربي يترقب هل سيتم خلق تنظيم جديد يحل محله كذراع وذريعة لأي مشروع خارجي يريدون تنفيذه في المنطقة؟
أم سيبقون عليه شكليا مع إعادة الهيكلة وتبديل دوره الفاعل (كخيال مآتة) كما يقول إخوتنا المصريين؟
أم سيتم تفكيكه ويطلق العنان ل إسرائيل في المنطقة على الغارب؟
الأيام القادمة ستكشف الحُجب عن صيرورة المخطط وتتضح الصورة جلية..
بالطبع ما يجري للأبرياء في لبنان وغزة يدمي قلب العروبة لكن بما يخص حزب الله وبعد انغماس يديه لعنقه بالدماء السورية فلسان حال غالبية العرب: (إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم).
قف فوق رابية من طور لبنانِ
وَقل سَلامٌ على أَرض وَسُكّانِ.
===
تشريح الواقع عبر الحقائق التاريخية
أ.د.أبو يعرب المرزوقي
لما كتبت النص حول تصفية نصر الله لم يكن الأمر متعلقا بتوقع التصفية لأنها كانت مشروعا ثابتا في طبيعة المشروع الإيراني: فإيران لم تؤسس منظومة الأذرع إلا ليكونوا أدوات للحرب ليس على الغرب و إسرائيل بل على تخريب علاقة العرب بقضاياهم الحاضرة وبماضيهم المجيد وذلك للثأر من ثورة أنهت إمبراطوريتهم.
فكان ذلك يقتضي خطة -سن تسو- الاستراتيجية: كيف تجعل العدو يهدم نفسه بنفسه فيغنيك عن محاربته وجعله في حرب أهلية دائمة تحول دونه والتفرغ للبناء المحقق لشروط السيادة أي شروط المناعة المادية والحصانة الروحية.
وكان لا بد حينذاك من لعبة تقتضي التخادم بين عدوين للأمة: الغرب من خارج الأمة والباطنية من داخلها. وتلك هي خطة الفتنة الكبرى التي تمثلت في حلف بين السبئية اليهودية والباطنية الفارسية سعيا لاسترداد إمبراطوريتين: روحية عند اليهود ومادية عند الفرس.
وقد نجحوا نجاحا باهرا بسبب غباء النخب العربية التي تسمي من يحاول تخريبها واحتلالها ممانعة لشريكه في تلك المهمة. رغم أن ما حدث في العراق وسوريا ولبنان واليمن كان واضح الدلالة أن إيران تستعمل القضية الفلسطينية غطاء لمشروعها.
وكانت الخدعة شديدة الوضوح خاصة في ما حدث في دور مليشياتها في سوريا. لكن خوف الأنظمة العربية قسم العرب إلى محتمين بإيران من إسرائيل وب اسرائيل من إيران. وما يحدث الآن هو بروز هذا التخادم لأن التخلص من أهم خدم إيران علته وصولها إلى مفاهمة تقايض فيها تسليم أدواتها المليشياوية والحشدية مقابل الاعتراف بنظامها وتمكينها مما تعده ليس لمحاربة الغرب و إسرائيل بل لما تسميه ثأر الحسين من يزيد.
وقد كتبت في ذلك باعتباره رسالة مشفرة كانت آخر تصريح لمرشدهم الأسمى بمناسبة كلامه عن الرد على اغتيال إسماعيل هنية في عقر داهم: فهو قال ذلك لاقناع الغرب و إسرائيل .
بأنه ليس معنيا بالدفاع عن فلسطين في سعيه لصنع الردع النووي بل لاسترداد إمبراطورية فارس ومقاتلة السنة معهم لمنع الاستئناف الإسلامي.
إذن فليس ما كتبته في التخلي عن حسن نصر الله وخاصة في تمكين إسرائيل من كل أسراره وبيعه بضاعة رخيصة لإثبات هذا العقد الخفي بين عدوي الأمة الخارجي والداخلي. لكن النخب العربية النفاذة ليست نافذة بسبب ذكائها أو علمها بل بخدماته لهذين العدوين.
لذلك فهم لا يفهمون ما أحاول بيانه لظنهم أن فهم الأحداث وحتى الأحاديث حولها ممكن من دون المسار التاريخي فيكتفون بقشورهما ولا يؤلون الأحاديث بمقتضى منطق الأحداث. ذلك هو منظوري الذي يمكنني ليس من التوقع بل من قراءة ما يسمونه وقع الواقع القابل للتعليل في حدود العلم الممكن. والله أعلم.
===
دبلوماسية واشنطن وباريس تغذي التصعيد في لبنان والإقليم
حازم عياد
مقترح أمريكي فرنسي للمناورة دبلوماسيا على حافة الهاوية قدمه الرئيس الفرنسي ماكرون والأمريكي بايدن فجر الخميس في نيويورك لوقف القتال لمدة 21 يوما الامر الذي رفضه كافة اعضاء حكومة الائتلاف الاسرائيلي الفاشي.
لم يبق وزير في الائتلاف إلا وأدلى رفضا وتهدديا بل ان نفتالي بينت رئيس الوزراء السابق الذي اعلن اعتزاله الحياة السياسية دعا لرفض وقف اطلاق النار في حين ان زعيم المعارضة يائير لابيد دعا لوقف لا يتجاوز اسبوع حتى لا يستفيد حزب الله من الاسابيع الثلاثة ليتجاوز الصدمة ويرمم قوته بحسب تصوره.
رؤساء بلديات المستوطنات الشمالية باستثناء رئيس بلدية مدينة حيفا المحتلة رفضوا وقف إطلاق النار المؤقت وهي ردود توفر على حزب الله جهد مناقشة المقترح الفرنسي الأمريكي والرد عليه خصوصا انه يتجاهل وقف اطلاق النار في قطاع غزة في محاولة أمريكية فرنسية خبيثة لفك الارتباط بين الجبهات وإجبار حزب الله على تقديم تنازلات مسبقة.
لا يقتصر الامر على الموقف الرسمي للحكومة ورؤساء المستوطنات فقائد المنطقة الشمالية الجنرال اوري غوردين وقائد سلاح الجو تومير بار يدعمون الهجوم وضرورة تطويره إلى عملية برية الأمر الذي تم مناقشته خلال لقاء نتنياهو قادة الاسلحة في ظل غياب وتجاهل لوزير الحرب يؤاف غالانت واستفراد برئيس الاركان هرتسي هاليفي الذي لا يملك فرصة للاعتراض بسبب ضعف شخصيته وهزالها أمام نتنياهو وداعمي الهجوم البري غوردين وبار.
المواقف المعلنة لنتنياهو ومكتبه الرافض مناقشة خطة فرنسية أمريكية خبيثة تخدم مصالح الاحتلال يؤكد بأن نتنياهو ماض نحو التصعيد وأن لديه أهدافًا غير معلنة تتعلق بالتوسع في الحرب وصولا إلى نهر الليطاني وما بعده نحو سوريا والعراق وايران وهو مؤشر على اهداف وسقوف مرتفعة ستقود إلى توسع الحرب وانتشارها في الاقليم وعلى نحو سيخدم المقاومة ويخدم تكتياتها ورؤيتها لحرب استنزاف طويلة يغذيها نتنياهو بغبائه وغروره وأمريكا وفرنسا واوروبا بعجزها احيانا وبتصورها ان الكلف لا زالت محتملة وان انتصار نتنياهو لا زال ممكنا.
نتنياهو يملك زخم التصعيد بتأثير من الضربات التي وجهها لحزب الله والمقاومة في اليوم الاول في هجوم اجهزة الاتصالات والذي رفع رصيده داخليا وأعطاه افضلية على خصومة إلى جانب الدعم الكبير الذي يحظى فيه الهجوم من قبل قائد الجبهة الشمالية وقائد سلاح الجو والانبهار الأمريكي والغربي بأداء الاحتلال واجهزته الاستخبارية وهو فخ صنعه الغرور والشعور المؤقت بالتفوق امر اختبر في افغانستان وفيتنام والجزائر والعراق من قبل وانتهى بخسارة استراتيجية موجعة للقوى الاستعمارية وهي اليوم ستكون اشد ايلاما للغرب في ظل المشهد الدولي والاقليمي المتقلب والمضطرب.
ختاما.. الجهود الدبلوماسية الأمريكية الفرنسية المزعومة لا تعدو كونها محاولة رخيصة من واشنطن وفرنسا لتحديد مسار التفاوض بعيدا عن قطاع غزة وبما يضمن تحقيق اهداف نتنياهو المعلنة والحفاظ على حضور باريس وواشنطن الدبلوماسي واستفرادها بالمشهد السياسي في لبنان واحتكاره إن أمكن والأهم الحفاظ على الكلف المنخفضة التي تدفعها أمريكا واوروبا وهي حسابات خاطئة ستجعل من كفة التصعيد راجحة لبنانيا واقليميا والكلف متصاعدة أمريكيا واوروبيا.
==
هل ينجح نتنياهو في مخططاته؟
عبد الله المجالي
يسعى الإرهابي نتنياهو إلى تحقيق عدة أهداف من خلال تصعيد اعتداءاته الوحشية على جنوب لبنان.
بحسب وسائل إعلام عبرية فإن الإرهابي نتنياهو أبلغ أفراد عصابته فيما يسمى مجلس الوزراء المصغر أن هدفه هو قطع العلاقة بين جبهة لبنان وجبهة غزة.
باختصار يريد نتنياهو يريد إعادة مستوطنيه في شمال فلسطين المحتلة وضمان الهدوء لهم ليمارسوا حياتهم ومهنهم وزراعتهم بهدوء دون أن يؤثر ذلك على مخططاته الإبادية في غزة.
يرفض الإرهابي نتنياهو معادلة حزب الله التي تربط الهدوء في شمال فلسطين المحتلة بالهدوء في غزة لكن الحزب يصر على ذلك.
ومع ذلك فإن محللين وحتى جنرالات متقاعدين صهاينة يعتقدون أن الإرهابي نتنياهو يريد الهرب من الفشل في غزة فهو لم يحقق الأهداف الكبيرة التي أطلقها في بداية عدوانه على القطاع فحماس لا زالت موجودة وهي قادرة على إيذاء قواته هناك والأسرى لا زالوا في أيديها.
يريد نتنياهو كذلك تحويل الاهتمام عن غزة وذلك لسببين الأول حتى يتخلص من صداع أهالي الأسرى الصهاينة والثاني حتى ينفذ مخططاته ويمارس جرائمه ومجازره بعيدا عن الإعلام الذي سلط كل عدساته باتجاه ما يجري في لبنان.
سيستخدم الإرهابي نتنياهو ذات الحجج التي استخدمها حين هاجم قطاع غزة وهو أنه لا يستهدف لبنان بل يستهدف حزب الله وسيسوق حربه على أنها حرب ضد منظمة إرهابية وذراع إيرانية تكرهها العديد من الأنظمة العربية ويتمنون الخلاص منها.
في حين يقدم محللون قراءة مفادها أن لدى نتنياهو هدف استراتيجي وهو جر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران فضرب حزب الله بشدة قد يضطر إيران إلى التدخل لإنقاذ حليفه الأبرز وهو ما ينتظره الإرهابي نتنياهو ليهاجم إيران بشكل مباشر ما سيؤدي إلى ضغط كبير على الولايات المتحدة للتدخل والدفاع عن الكيان.
فهل ينجح نتنياهو في تحقيق أهدافه؟
إن من فشل في تقديراته في غزة سيفشل في لبنان كذلك وسيتورط نتنياهو بحرب طويلة هناك كما تورط في غزة كما يقول الجنرال الصهيوني المتقاعد إسحق بريك: هناك شعارات يتم إطلاقها في الهواء في قنوات الإعلام (العبري) وتتم تغذيتها بأكاذيب المستوى السياسي والمستوى الأمني التي تريد التغطية على الفشل أمام حماس عن طريق استعراض عبثي للانتصار على حزب الله .
==
الحل بيد العرب إن أرادوا وليس المجتمع الدولي وواشنطن!
علي سعادة
الدول العربية والإسلامية تتحدث عن المجتمع الدولي وتقاعس الأمم المتحدة في وقف جرائم العدو الصهيوني في قطاع غزة وفي لبنان. وفي كل تصريح سياسي لأي زعيم عربي أو إسلامي تتكرر هذه الكلمات المقيتة بشكل متشابه بين الحروف والكلمات مثل كلشيه حفظ عن ظهر قلب وأصبح استعمالها مفرطا لدرجة أنها فقدت قيمتها وتحولت إلى كلام مبتذل.
لماذا يوجه العرب والمسلمون كلامهم إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذي في غالبه غير معني بتاتا بكل ما يجري في وطننا العربي؟ لماذا نذهب إلى البعيد ونترك القريب؟ لماذا نستجدي نخوة غيرنا ونطلب النجدة من الآخرين والحل بين أيدينا؟!
نحن أمة 2 مليار نسمة و57 دولة نملك وحدنا حل كل مشاكلنا والضرب بيد من حديد على يد هذا العدو الهمجي المصاب بالسعار وحب الانتقام وبجميع الأمراض التي خبرها الطب النفسي بوحدتنا وقوتنا واتحادنا نستطيع أن نوقف أمريكا وأوروبا على الحياد وان ندافع عن الأمة ومقدساتها وأراضيها وشعوبها .
لكننا فضلنا أن نستجدي العالم ليوقف شلال الدم الذي يسفكه العدو في لبنان وفلسطين وسوريا نطرق أبواب الاتحاد الأوروبي والبيت الأبيض والجمعية العامة للأم المتحدة ونتعلق بحبال وأهداب مجلس الأمن الدولي وحين يرانا العالم نفعل ذلك يستخف بنا ويعطينا ما نحتاجه من حلو الكلام وإبر التخدير.
بينما يكون رد فعل العدو على هذا الضعف والاستجداء والانحناء مزيدٌ من الدماء والدمار بعد أن منحه ضعفنا وموافقتنا الضمنية الصامتة على هذه الجرائم مزيدا من الوقت لرفع منسوب المعاناة العربية.
الحل بأيدينا لكننا بتفرقنا وتمزق كياناتنا سمحنا لأعداء الأمة بأن ينفردوا بنا كل دولة على حد وتعاملوا معنا بوصفنا دكاكين سياسية وليس أمة وتعاملوا مع حكوماتنا بوصفها حكومات هشة يمكن كسرها وإذلالها وتهدديها بالحروب الأهلية والفتن حتى بات كل نظام عربي يخاف على كرسي الحكم الجالس عليه وكأنه يقول: أنا ومن بعدي الطوفان.
ثم حين يأتي الطوفان ويقتلعه هو الآخر وأصبح يقلب كفيه على ضعفه واستجدائه الحماية من العدو وحلفائه الذين ما يهمهم بالدرجة الأولى بقاء هذه الأمة منقسمة ومشتتة ومتناحرة ودعم هذا الكيان الاستيطاني التوسعي.
ولا أعول كثيرا على تبدل الحال فالمؤشرات كلها تقول أن الأمة مقبلة على مرحلة مخيفة من الانهيار والتمزق حتى ليكاد المرء يتخيل وطننا العربي كومة من الخراب والدمار والموت والبكاء على أطلال أمة رفضت التحدث بصوت واحد وفضلت أن تجثو على ركبتيها أمام عدو عبارة عن عصابة مجرمة ومختلة عقليا.
هذه الأمة تحتاج إلى قائد يلم شتاتها ويوحدها ويقودها نحو العزة والكرامة.. وما ذلك على الله ببعيد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.