من الاعتماد على المصادر غير الرسمية والمشبوهة وزير الاتصال يُحذّر.. مزيان يؤكّد العزم على كسب رهان التحوّل الإعلامي الرقمي ف. هند حذّر وزير الاتصال محمد مزيان من خطورة الاعتماد على المصادر غير الرسمية والمشبوهة للحصول على المعلومة مشدّداً على أهمية تحري الدقة في هذا المجال.. جاء ذلك في المحاضرة الموسومة السياسة الإعلامية للوزارة في مواجهة التحديات المؤثرة على الجبهة الداخلية التي ألقاها مؤخراً بالمدرسة العليا الحربية الرئيس الراحل علي كافي . وتضمّن في العدد الأخير لمجلة الجيش تحذير الوزير من خطورة الاعتماد على المصادر غير الرسمية والمشبوهة للحصول على المعلومات خاصةً من المواقع الالكترونية التي قد تشكّل أدوات لنشر الشائعات وتشويه الحقائق . في السياق ذاته أكد مزيان أهمية تحري الدقة في هذا المجال باعتبارها قيمة أساسية في التعامل مع المعلومة . وتوقّف الوزير عند خطورة الفضاء الالكتروني الذي بات ميداناً مفتوحاً للتأثير السلبي على تماسك المجتمعات . ولمواجهة هذه التحديات لفت مزيان إلى أنّ وزارة الاتصال تبنت سياسة متكاملة تهدف إلى تعزيز المنظومة الاعلامية من خلال إنتاج محتوى إعلامي هادف يعكس صورة الجزائر كدولة منتصرة وقوية مع الدفاع عن القيم الوطنية . وتشمل هذه السياسة أيضاً مواصلة توطين المواقع الالكترونية إلى جانب تحديث وتأمين البنية التحتية لقطاع الاتصال . عناية كبيرة وانتهى مزيان إلى تأكيد العناية الكبيرة التي توليها الدولة بقيادة رئيس الجمهورية لقطاع الإعلام مبرزاً الجهود المبذولة من أجل توفير الدعم اللازم للقطاع . وشدّد على أهمية تعزيز صرامة آليات الضبط وفق القوانين السارية في ظل عالم أصبح فيه الإعلام أداة رئيسية للدفاع عن مصالح الشعوب والأمم . وفي سياق آخر أكد وزير الاتصال السيد محمد مزيان يوم الخميس بالجزائر العاصمة عزم القطاع على كسب رهان التحول الرقمي وجعل الإعلام يساهم باحترافية في خدمة التنمية الوطنية. وأوضح الوزير خلال جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني خصصت لطرح الاسئلة الشفوية أن الوزارة تعمل على مواكبة التطورات السريعة قصد كسب رهان التحول الرقمي وفق إستراتيجية تقوم على تحديث وتطوير البنية التحتية الرقمية للمؤسسات الاعلامية لتحسين جودة الخدمات الاعلامية المقدمة وتعزيز التواجد الرقمي لهذه المؤسسات . ولدى تطرقه إلى معالم هذا التوجه أشار مزيان إلى أن الوزارة وضعت إستراتيجية للبث عن طريق الأقمار الصناعية قصد تعزيز قدرة الجزائر على نشر محتواها الإعلامي دوليا فضلا عن تعزيز التواجد الرقمي عبر استخدام المنصات الرقمية المتاحة . كما أكد مزيان أن القطاع يعكف على تجسيد سياسة الدولة في التزود بإعلام فاعل ومؤثر لاسيما من خلال تهيئة البيئة القانونية الملائمة والبنية التحتية العصرية والمورد البشري وهو ما يعكس مثلما أوضح وعي الجزائر بالأهمية المتزايدة للاعلام . وبخصوص تقوية البث الإذاعي على المستوى الوطني ذكر الوزير بأنّ مؤسسة البث الإذاعي والتلفزي أطلقت مشروعا كبيرا للتزود بنحو 550 جهاز إرسال FM بقدرات متفاوتة حيث ستستفيد عدة ولايات من هذا المشروع الذي سيساهم في تحسين التغطية الإذاعية بنسبة تقارب 95 بالمائة . وفي هذا الاطار أكد مزيان بأنّ ترقية الاعلام الجهوي يندرج في إطار تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الرامية إلى تعزيز إعلام احترافي-تنافسي يكرس حق المواطن في المعلومة الصادقة ويرافق التنمية الوطنية الشاملة. مشاريع طموحة كما أبرز الوزير مزيان المجهودات المبذولة في تطوير قطاع الاعلام من خلال عدة مشاريع طموحة على غرار المدينة الإعلامية DZAIRMediaCITY مؤكدا أن هذا المشروع يرمي إلى ترقية القطاع السمعي البصري في الجزائر ويعد منشأة شاملة ومتكاملة تضم أهم الفاعلين في المجال . وتابع بأنّ هذه المنشأة ستتيح النقل الآني الذي يضمن البث عبر أحدث المنصات التكنولوجية مع مركز بيانات كبير يقوم على أساس الذكاء الاصطناعي فضلا عن إنشاء فضاءات متنوعة ستتيح خدمات اعلامية متعددة تستجيب للمقاييس الدولية المعمول بها. من جانب آخر وبخصوص توظيف ذوي الهمم في المؤسسات الاعلامية أكد الوزير أن القطاع لا يدخر أي جهد لتمكين هذه الفئة من التوظيف والإندماج دون تمييز ولا تقصير أو اقصاء وذلك تطبيقا لقوانين الجمهورية على غرار المادة 2 من الرسوم التنفيذي رقم 214/14 التي تلزم كل مستخدم بتخصيص 1 بالمائة من مناصب العمل لهذه الفئة من المواطنين . وفي هذا الشأن حث السيد مزيان المؤسسات الاعلامية العمومية والخاصة على ضمان مشاركة أكبر لذوي الهمم في المناصب المتاحة وتوسيع فرص إدماجهم المهني على المستويين المركزي والجهوي . أما بخصوص الشبكة البرامجية الخاصة بشهر رمضان المعظم دعا الوزير إلى ضرورة الاستلهام والاستناد إلى قيم المجتمع الجزائري التي تحث على التضامن والتآزر والالتزام بالمبادئ واخلاقيات المهنة .