عالج مجلس قضاء العاصمة ملف النّصب والاحتيال والتزوير والاستعمال المزوّر المتابع فيه سائق بالحماية المدنية رفقة تاجر تورّطا في النّصب على ضحّيتين وسلبا منهما مبلغ 520 مليون سنتيم. وقائع القضية حسب ما دار في الجلسة، تتلخّص في أن المتّهم الطي كان يشغل منصب عضو لجنة الحيّ ببلدية باب الزوار سنوات 2000 و2002 قام بتزوير قرارات الاستفادة للضحّية وأخذ منها مبلغ 520 مليون سنتيم، أمّا المتّهم الثاني الذي كان يشتغل أيضا ببلدية بئر خادم فقد أوهم حماة أخيه بأنه سيبيع لها قطعة أرض شرط أن تدفع له مبلغ 520 مليون سنتيم مسبقا وقدّم لها عقدا مزوّرا. المتّهمان أثناء استنطاقهما من قِبل رئيسة المجلس أنكرا جرم النّصب و التزوير وأكّدا أن القطعتين الأرضيتين سليمتان، في حين أن قاضية الجلسة واجهت المتّهم الأوّل بأن العقد المزوّر كان يحمل اسمين. الطرف المدني رافعت في قضية الحال مركّزة على أن المتّهمين استغلاّ وظيفتهما السابقة وزوّرا عقود وقرارات الاستفادة من أجل النّصب والاحتيال، والتمست في الأخير تأييد الحكم ليطالب في الوقت ذاته ممثّل الحقّ العام بتشديد العقوبة. أمّا دفاع المتّهمين فركّز على أن الضحّيتين ادّعيا أن المتّهمين نصبا عليهما وأخذا منهما مبلغ 520 مليون سنتيم، فطرح سؤال تمثّل في: أين هما الآن؟ لماذا غابا عن الجلسة؟ وكيف لعاقل أن يقدّم تسبيقا بمبلغ 520 مليون في حين اتّفقا الأطراف على مبلغ 800 مليون سنتيم؟ وأضاف الدفاع أنه لا يمكن إدانة متّهم على أساس صحيفة سوابقه العدلية، وأن الأحكام الأوّلية أنصفته بدليل أنه استفاد من حكم البراءة، أمّا الأحكام الغيابية فهي التي كانت قاسية عليه، لتقرّر رئيسة الجلسة إدراج القضية في مداولة 11 من هذا الشهر.