لم تكتشف سونيا كاميلسي أنها واحدة من أصل 12 مليون من »البدون« في العالم، إلا بعد أن تخرجت في الثانوية في جمهورية الدومينيكان حيث ولدت ونشأت في كنف عائلتها الهايتية، وتتحدث اللغة الشائعة هناك وهي الإسبانية. وتنقل صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية عن كاميلسي قولها »أنا دومينيكانية، بالطبع«. غير أن الحكومة الدومينيكانية كان لها رأي مخالف، فقبل عامين فوجئت كاميلسي -لدى محاولتها الحصول على شهادة ميلاد كمتطلب لدخول الكلية- بموظف التسجيل المدني وهو يقول لها بأنها ليست دومينيكانية. وكان تبرير المسؤولين بأن كاميلسي لم تقدم أوراقا تثبت أن والدها -وهو مهاجر من هايتي- كان لديه إقامة قانونية عندما ولدت، في المقابل فإن هايتي نفسها لا تقبل كاميلسي بحجة أن الذين يختارون جنسية أخرى لا يستطيعون الحصول على الجنسية الهايتية. والحكومة الدومينيكانية ترفض أمثال كاميلسي من منطلق مكافحة الهجرة غير الشرعية. وتجد كاميلسي نفسها الآن في مأزق، فلا تستطيع أن تلتحق بالجامعة أو تحصل على عمل بشكل قانوني، كما أنها تعجز عن الحصول على جواز سفر يسمح لها بمغادرة البلاد والبحث عن ملاذ آخر، فهي بحكم المنظمات الدولية أصبحت من »البدون«. وتقدر الأممالمتحدة عدد المحرومين من الجنسية ب12 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم. وتشير الصحيفة إلى أن البدون موزعون في مختلف أنحاء العالم بدءا من أوروبا وجنوب شرق آسيا والكاريبي وحتى في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقالت إن حركات حقوق الإنسان بدأت تدق ناقوس الخطر بشأن ما وصفته من تداعيات هذه الأزمة مثل الفقر والنزاع والافتقار إلى التعليم وقلة الرعاية الصحية، وغير ذلك من انتهاكات لحقوق الإنسان. ففي أوروبا لا يملك الغجر أي وثائق تثبت هويتهم، وفي كينيا يعيش أكثر من مائة ألف نوبي رفضت الحكومة منحهم الجنسية. وهناك أكثر من 120 ألف شخص في الكويت ترفض الحكومة منحهم الجنسية، فضلا عن نحو ثلاثمائة ألف كردي في سوريا يعانون من نفس المشكلة. الولاياتالمتحدة أيضا تضم نحو أربعة آلاف من البدون الذين لم يتمكنوا من الحصول على اللجوء أو من الذين دخلوا البلاد بسبب انهيار أوطانهم.