ما أجمل أن ينال الابن البار عبارات الرضا عنه، وما أصعب أن تلاحقه دعوات الشر والنكد والغضب، لكن الكثيرين من ناكري الجميل لا يضعون لهذه الدعوات معنى ولايقيمون لها وزنا حتى وإن لاحقتهم إلى يوم القيامة(لن أسامحه في حياتي وفي مماتي، وسأغضب عليه إلى يوم القيامة) هي عبارات اقشعرت لها أبدان الحاضرين في إحدى الجلسات التي عقدتها محكمة الجنح بالقليعة نهاية الأسبوع المنصرم وهي تخرج من فم عجوز طاعن في السن دخل المحكمة مرتكزا على عكاز، ولم تقشعر لها جسد ابنه العاق الذي تمادى بعقوقه حدود المعقول، هذا الأخير مثل لمواجهة تهمة السب والضرب والتهديد بالقتل في حق والده البالغ من العمر 80 سنة، وخلال استجواب المتهم رضا· ف البالغ من العمر 41 سنة، من طرف قاضي الجلسة، اعترف بالتهم المنسوبة إليه والمتعلقة بالضرب والشتم في حق والده الطاعن في السن، مبرراً ذلك بمحاولة الضحية تحطيم حياته بكل الوسائل من خلال طرده من المنزل، وهو مادفع بالقاضي إلى السؤال عن سبب مكوث المتهم في منزل العائلة لافتعال المشاكل بالرغم من أنه تجاوز عتبة الأربعين سنة، وبإمكانه الزواج والعيش وتأسيس حياته بعيدا عن أهله في ظل تمتعه بكامل قواه العقلية والجسدية، وفي المقابل قدّم الضحية شهادات طبيّة تثبت تعرضه للضرب المبرح بتاريخ الوقائع من طرف ابنه، وصرّح بأنه حاول قتله في العديد من المرات، عدا عبارات السب والشتم اليومية التي تلفظ بها المتهم قصد إهانته، وطالب هيئة المحكمة بطرده من المنزل والدموع تنهمر عن عينيه وهو يردّد عبارة (لن أسامحه في حياتي وفي مماتي، وسأغضب عليه إلى يوم القيامة)، وعليه التمس وكيل الجمهورية لدى محكمة الجنح بالقليعة عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا مع تسديد 50 ألف دينار جزائري غرامة مالية في انتظار أن يتم النطق بالحكم بعد المداولة القانونية لاحقاً·