في محاولة جديدة لمواجهة موجات الإسلاموفوبيا وتفشي العداء ضد الجالية المسلمة بالولايات المتحدة، قام عدد من المسلمين الأمريكيين بتفعيل آليات ثقافية للوصول برسالتهم إلى جموع الشعب الأمريكي الذي صخت آذانَه الدعواتُ المتطرفة والأطروحات الراديكالية التي يتبناها عدد من التيارات اليمينية والتي تمتلك جزءا كبيرا من الآلة الإعلامية الغربية عامة والأمريكية خاصة. وفي هذا السياق قامت إحدى الكليات التابعة لجامعة ميتشيغان الأمريكية بتخصيص منحة دراسية لمدة عام عن الثقافة الأمريكية التي يشكل الإسلام أحد روافدها المركزية جنبا إلى جنب مع العديد من العقائد والأيديولوجيات الأخرى. فبحسب موقع (mlive.com) المتخصص في الأخبار المحلية لولاية ميتشيغان، قام مجلس أبحاث العلوم الاجتماعية بجامعة الولاية بتقديم منحة دراسية قدرها مائة ألف دولار لكل من برنامج الدراسات الإسلامية ومركز الدراسات الأسيوية لتقديم دراسة متخصصة عن "هجرات المسلمين". ومن المقرر أن تضم الدراسة خبراء وأعضاء بالجالية الإسلامية ومنتجي المواد المتعلقة بالثقافة الإسلامية بداية من المواد الموسيقية ومرورا بالفنون البصرية وختاما بمصممي الأزياء لبحث كيفية استخدام المسلمين الأمريكيين لثقافة البوب للدفع قدما بالمجتمع الأمريكي لتطوير خطاب عام يقوم على المواطنة ويتجاوز الحدود الدينية والعرقية المصطنعة في عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر. وفي تصريح له على الموقع الخاص بالأخبار المحلية للولاية، أكد صلاح حسن، عضو برنامج الدراسات الإسلامية وعضو هيئة التدريس بجامعة ميتشغان والمنسق العام للمشروع، أنه "بالرغم من وجود ملامح وأشكال مختلفة للثقافة الشعبية بالمجتمع الأمريكي بوجه عام، إلا أن المسلمين الأمريكيين يبذلون ما في وسعهم لتجاوز الحدود التي حالت بينهم وبين حقوقهم المدنية كمواطنين أمريكيين". وأضاف حسن: "إن إسهامات المسلمين الأمريكيين في فضاء الثقافة الشعبية الأمريكية تمثل منعطفا خطيرا وحساسا للجدل المثار حول الدور الذي يضطلع به الإسلام على المسرح الأمريكي، ومن ثم يعمد الفنانون المسلمون إلى تفعيل الفضاء الثقافي للتعبير عن هويتهم كمسلمين أمريكيين وللتعريف بالمعنى الحقيقي للإسلام والمعنى الحقيقي للمواطنة." ومن المقرر أن يقدم المشروع سلسلة من العروض الفنية والمحاضرات التثقيفية خلال شهر ديسمبر القادم تبدأ ب"مونولوغات الحجاب" بجامعتي ميتشغان وغراند فالي. كما تستضيف جامعات ميتشغان وغراند فالي وميتشيغان - ديربورن خلال شهر نوفمبر عروضا لفيلم "أسس التقوى" يتبعها محاضرة لمدير المشروع. ويشهد شهر نوفمبر جولة موسيقية تصل إلى جامعة غراند فالي ومسرح "متروسبيس" المكشوف بمدينة إيست لانسنج. ويستمر المشروع في أعماله خلال شهور الربيع عبر مؤتمر عن "هجرات الإسلام". يذكر أن جميع العروض مجانية ومفتوحة للجماهير. وينوي أعضاء البرنامج في نهاية المشروع تقديم ملف كامل يتضمن لقطات للعروض والمقابلات الشخصية التي أجريت مع المشاركين والجمهور.ويؤكد "حسن" أن "العروض والمنتديات والموقع والوثيقة وغيرهم من المواد التي سيتم تدشينها سوف تخدم أهدافا متعددة بداية من مواجهة الصورة المبتورة عن المسلمين كأعداء للثقافة الأمريكية وختاما بتدشين نافذة للحوار عن ديناميكية التعبير عن الذات لدى المسلمين الأمريكيين.