حتى ثالث يوم من أيام العيد، ظلت أبواب بعض الصيدليات في البلديات الكبرى للعاصمة، مغلقة أبوابها في أوجه المواطنين، رغم تزايد الحاجة إليها في هذه الأيام بالذات، التي تصادف عيد الأضحى المبارك، نتيجة لما قد يعانيه بعض المواطنين من مشاكل صحية كالتخمة والإسهال وآلام المعدة واضطرابات الجهاز الهضمي، التي يتعرض لها معظمهم خلال العيد، نتيجة الاستهلاك المفرط للحوم الأضحية، بالإضافة إلى المرضى الذين يحتاجون للرعاية الطبية وشراء الأدوية بشكل يومي تقريبا، كأصحاب الأمراض المزمنة مثل الربو وداء السكر وضغط الدم، ناهيك عن الذين يصابون بنزلات البرد و الزكام أو الأنفلونزا وغيرها، بالنظر إلى التقلبات الجوية الأخيرة. فبحي عين النعجة بجسر قسنطينة بالعاصمة مثلا، كانت الصيدلية الوحيدة الواقعة بالحي الذي يشهد كثافة سكانية عالية، مغلقة، بالإضافة إلى عدم وجود صيدليات أخرى مداومة إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، خصوصا في مثل هذه المناسبات والأعياد التي تتسبب بالكثير من المشاكل الصحية الخطيرة، وبخاصة تلك التي تتعلق بالجهاز الهضمي والقولون المصحوبة بالانتفاخ والآلام الحادة في المعدة، بالإضافة إلى حرقة المعدة، وهو الآمر الذي أثار استياء المواطنين وسخطهم على هذه الظاهرة التي تتكرر في كل مناسبة لتضع حياتهم على حافة الخطر، وعن هذا الوضع قال أحد المواطنين أنه قد قام برحلة بحث عن صيدلية مفتوحة، دامت يوما كاملا، بدأت بأخذه ولده الذي كان يعاني من آلام على مستوى القولون للمستشفى، في ساعة متأخرة من الليل، ليجد في آخر المطاف صيدلية فاتحة أبوابها، بنواحي القبة، ليضيف أن ما سهل مهمته نوعا ما هو امتلاكه لسيارة جاب بها كل شوارع العاصمة تقريبا. مواطنة أخرى قالت أيضا أنها ملت من البحث عن صيدلية، ولذلك استسلمت لآلامها، خصوصا أنها تعاني من حرقة المعدة منذ اليوم الأول للعيد حد قولها، ومن جهتها قالت السيدة (ن.خ) أنها في مثل هذه المناسبات ولعلمها المسبق بغلق الصيدليات، فإنها استغنت عن الأدوية الكيماوية، ووجدت في الأعشاب المعروفة كالنعناع والجرجير والزنجبيل والشيح، ووصفات الجدات القديمة، علاجا لها ولعائلتها، ولكل من يعاني من هذه الإضرابات، من الجيران والأهل، حيث أن لمعظم هذه الأعشاب قدرة شفائية عالية، فالنعناع مثلا له دور مهم في علاج قرحة المعدة، كما يأخذ كمسكن للألم وخافض للحرارة وكمضاد للالتهابات، كما يساعد على عملية الهضم وكطارد للغازات في حالات الانتفاخ والمغص وكمضاد للتشنجات، أما الشيح فهو يساعد على التخلص من التخمة التي تحدث نتيجة الإكثار من تناول اللحم، ويعيد فتح الشهية، وعلى غرار النعناع والشيح توجد أعداد لا متناهية من الأعشاب التي تستعمل في العلاجات الطبية والتي لها دور هام في تقوية جسم الإنسان، وأصبحت بديلا وخيارا أفضل للعديد من العائلات الجزائرية في الأعياد والمناسبات، خصوصا مع الواقع المرير الذي يعيشه المواطنون، في ظل السياسات التي تتبعها بعض الصيدليات، وابتعادها عن احترام مبدأ المناوبة والعمل به، سواء خلال المناسبات، او خلال الفترات الليلية، وهو ما من شأنه أن يعرض حياة المواطن للخطر، ويجعله دائما مجبرا على تدبر أموره بنفسه.