الوجه المشرّف الذي ظهرت به التشكيلة الوطنية في مواجهة أوّل أمس ضد الأشقّاء (التوانسة) يعدّ بمثابة تأكيد على أن النّاخب الجديد حليلوزيتش يقوم بعمل جبّار وبطريقة محترفة بأتمّ معنى الكلمة من أجل بلوغ ما يصبو إليه وهو ترك بصماته والمساهمة في إعادة بريق (الخضر) في أقرب الآجال، ومن ثمّة غلق أفواه الأطراف التي اعتبرت تعيينه مدرّبا ل (الخضر) مجرّد تضييع للوقت نظير صرف أموال طائلة· صحيح أن فوزنا على المنتخب التونسي بطريقة مغايرة تماما للمواجهات الفارطة من حيث الأداء والحرارة فوق المستطيل الأخضر لا يعني أننا وجدنا التشكيلة المثالية والمؤهّلة لافتكاك تأشيرة مونديال البرازيل و(الكان) لمقرّرة جنوب إفريقيا وإنما بالعكس، فعمل كبير ما يزال ينتظر التقني البوسني حليلوزيتش وأعضاء طاقمه الفنّي لجعل المنتخب الوطني في مصاف المنتخبات القوية، وهو ما يتطلّب من الجهات الوصية الوقوف إلى جانبه وعدم التدخّل في صلاحياته التي لها علاقة مباشرة بالجانب الفنّي كما كان عليه الحال سابقا مع غالبية المدرّبين الذين تعاقبوا على تدريب (الخضر) لأن غرس ثقافة الدفاع عن الرّاية الوطنية بطريقة تتماشى مع تضيحة كلّ الجزائريين الذين ضحّوا من أجل جعل هذا الوطن العزيز في أحسن أحواله تمرّ عبر ضرورة تجسيد احترافية النّاخب حليلوزيتش في رأس كلّ لاعب يريد أن يكون له شرف الدفاع عن ألوان منتخب بلد المليون ونصف المليون شهيد·