تظاهر عشرات الآلاف من المصريين بميدان التحرير وسط القاهرة ظهر أمس الجمعة، مطالبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتحديد جدول زمني واضح لتسليم السلطة لإدارة مدنية منتخبة وسحب وثيقة "المبادئ الدستورية" التي طرحتها الحكومة المصرية مؤخراً. واكتظ الميدان بأكثر من 200 ألف مواطن ينتمي معظمهم إلى التيار الإسلامي بمختلف أطيافه وبضع آلاف من المنتمين للتيارات الليبرالية والقومية والماركسية وحركة (شباب 6 أبريل)، رافعين لافتات تطالب بتسليم السلطة للمدنيين وترفض "المبادئ الدستورية"، وأعلام مصر والأحزاب المشاركة بالمظاهرة. وأقام المتظاهرون 6 منصَّات بوسط وأطراف الميدان ورفعوا مكبِّرات الصوت فوقها، فيما ألصق بتلك المنصات صور شهداء ثورة 25 يناير، وشعارات أحزاب "النور" و"الأصالة" السلفيين، و"الحرية والعدالة" المعبِّر عن جماعة الإخوان المسلمين، وصور المرشح المحتمَل للرئاسة المصرية حازم أبو إسماعيل المنتمي للتيار السلفي والذي حضر إلى الميدان مبكراً وسط حراسة مشددة من أتباعه. وغاب عن الميدان أي تواجد للعناصر الأمنية أو عناصر القوات المسلحة التي تمركزت بآليات خفيفة حول مقار مجلس الوزراء ووزارة الداخلية، ومجلسي الشعب والشورى ومبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون والبنك المركزي، في مقابل تمركز أعداد كبيرة من سيارات الإسعاف بمحيط الميدان. وتوافد بضع آلاف من المتظاهرين إلى ميدان القائد إبراهيم بمدينة الأسكندرية للمشاركة في فعاليات "مليونية رفض وثيقة المبادئ الدستورية"، وأقاموا ثلاث منصات رئيسية بالميدان واحدة للجبهة السلفية وحزبها "النور"، والثانية لحزب "الحرية والعدالة"، فيما الثالثة للقوى الليبرالية. وقال عدد من أعضاء حركتي "كفاية" و"شباب 6 أبريل" بمحافظات السويس والغربية والشرقية والدقهلية والمنيا وأسوان ليونايتد برس انترناشونال عبر الهاتف إن مظاهرات مماثلة خرجت إلى الميادين الرئيسية بتلك المحافظات للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين وبسحب وثيقة "المبادئ الدستورية".