لا زال العشرات من سكان قرية الخواثرية ببلدية السدراية، إحدى بلديات دائرة القلب الكبير، يناشدون السلطات المحلية والولائية المعنية النظر إلى مشاكلهم اليومية، التي باتت تشكل ديكور يومياتهم المزرية، على رأسها انعدام الإعانات المالية بهدف تسهيل عودتهم إلى قراهم التي هجروها خلال سنوات الجمر حيث استقروا على أطراف المدن الآمنة. وكذا بالقرى المجاورة متخذين البيوت القصديرية مأوى لهم، وقد جاء مطلب عودتهم بعد تحسن الوضع الأمني والاستقرار إلى المنطقة وانقشاع ضبابة الإرهاب التي أتت على الأخضر واليابس، حيث أصبحت الرغبة جامحة في العودة إلى قريتهم، غير أنهم اصطدموا ببعض العوائق تتمثل في انعدام الإعانات المالية حسب السكان الذين يرون في إعادة انبعاث النشاط الفلاحي بذات المنطقة يتطلب أموالا على شكل برامج، علما أن الفلاحة تعتبر مصدر رزقهم الوحيد والمعول عليها في تثبيت المئات من العائلات التي هجرت القرية المعروفة بالإنتاج الوافر للمحاصيل الزراعية، وأن أغلب مطالب السكان تنحصر في حصص البناء الريفى خاصة وان جل مساكنهم تعود إلى الحقبة الاستعمارية، وقد تآكل جزء كبير منها وتحولت إلى أطلال بفعل العوامل الطبيعية. وفي السياق ذاته يطالب السكان بحفر آبار ارتوائية للشرب، وسقي المحاصيل الزراعية وربطهم بشبكة الكهرباء الريفية، وتعبيد الطرق لفك العزلة عنهم، ومن ثم العودة إلى خدمة أراضيهم التي صارت بورا نتيجة هجرتهم، وحتما ستعود لها الحياة بعودتهم كما قال احد شيوخ القرية،وناشد ذات السكان والي الولاية التدخل لتسهيل عودتهم، وعلى صعيد آخر طالب سكان قرية الزلايقية ربطهم بقنوات الصرف الصحي للمياه حيث ما زال الكثير منهم يعتمد على الحفر التي بدورها أصبحت مصدر خطر يهدد حياتهم في ظل انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، كما طالبوا بضرورة ربطهم بالمياه الصالحة للشرب من سد بياضة فرغم قرب المسافة إلا أنهم مازالوا محرومين من هذه المادة الحيوية، وريثما يتم إيجاد حلول مناسبة للمئات من سكان القريتين تبقى لعنة التهميش والحرمان تلازمهم إلى إشعار لاحق.