تشهد الكثير من المواقع الالكترونية المختصة في إيجاد مناصب العمل إقبالا كبيرا من مختلف فئات المجتمع الجزائري خاصة في الفترة الأخيرة، فبعد ان انعدمت الحلول عل ارض الواقع وأغلقت كل الأبواب في وجوه المواطنين الذين تعبوا من المحسوبية في التوظيف خاصة منهم الجامعيين أصحاب الشهادات الذين أصبحوا يتعلقون بأي أمل يصادفهم حتى ولو كان ضعيفا يطغى عليه الغموض في العالم الافتراضي. تسعى هذه المواقع المتخصصة في إيجاد مناصب العمل في العديد من التخصصات والمجالات و عبر مختلف المناطق في الجزائر وخارجها، إلى ربط الباحثين عن العمل مع أصحاب المؤسسات العامة و الخاصة التي تكون بحاجة إلى تخصصات معينة ضمن هيكلها، فعندما يدخل الباحث عن وظيفة إلى هذه المواقع يجد ان الموقع مقسم ما بين الطالب لوظيفة وللمؤسسة أو الخواص الباحثين عن موظفين في هياكلهم، لذلك فان الموقع مقسم لعدة محاور ومجالات كل حسب تخصصه والمنطقة التي يرغب في العمل فيها، ولان إيجاد منصب عمل في الجزائر وفق تخصصك أمر صعب ومستحيل في بعض الأحيان أمام عجز وكالات التشغيل عن ضمان رغبات الشباب من حيث توفير مناصب عمل توافق مجالات تعليمهم والمهارات التي يتمتعون بها، لهذا فكان الاتجاه نحو هذه المواقع الالكترونية التي استطاعت بسرعة لتطلعات مختلف لفئات من حيث ربط اتصال مباشر و سهل مع مختلف المؤسسات العامة و الخاصة في مختلف أرجاء الجزائر و حتى خارجها، ونتيجة لهذا الإقبال المتواصل عليها زاد عددها بشكل كبير جدا في الفترة الأخيرة فاحتار الباحث عن عمل في أي المواقع يسجل سيرته الذاتية لذا فقد فضل بعضهم المواقع المشهورة في الجزائر والتي استطاعت إنقاذ بعض الشاب من شبح البطالة، أما البعض فقد لجا إلى تسجيل سيرته الذاتية في العديد من المواقع سواء الجزائرية أو حتى العربية من اجل الظفر بأكبر فرص ممكنة في العثور على أية وظيفة تناسب طموحاته و تخصصه، ولمعرفة أكثر دقة حول نتائج هذا الإقبال الكبير على هذه المواقع التي أصحبت في المدة الأخيرة اكبر منافس لمواقع التواصل الاجتماعي، تحدثنا مع بعض الشباب الذين أصبحوا مدمنين على تصفح هذه المواقع يوميا ولعدة مرات في اليوم أحيانا من اجل العثور على أي جديد فيما يخص طلبات العمل التي تطرحها بعض المؤسسات، فمثلا فريد وهو شاب في السابعة و العشرين من عمره تقني في الإعلام الآلي عمل لمدة سنتين في إحدى المؤسسات الخاصة كبديل لموظف آخر و حين عودة هذا الأخير إلى منصبه الأصلي اضطر فريد إلى التخلي عن هذا المنصب و لم تأخذ بعين الاعتبار كفاءته في العمل و انضباطه من اجل منحه منصبا آخر في نفس المؤسسة بل عاملوه كأنه سلعة أو آلة جلبت لتعويض عطب ما ثم أعيدت إلى المخزن بعد تصليح الآلة الأصلية ، هكذا وصف فريد حالته وشعوره والآن هو في يتخبط في البطالة و لم تنفعه كل طلبات العمل المودعة لدى مختلف وكالت التشغيل، فدله احدهم على هذه المواقع التي تعتبر أسهل طريقة بأقل جهد و وقت ممكنين يستطيع ان يبحث و يتحصل على عمل يناسبه من خلال التواصل مع مختلف المؤسسات عبر هذه المواقع، وبالفعل فقد تلقى العديد من العروض وهو الآن هو بصدد التواصل مع احد الشركات التي منحته موعدا لاختبار مهاراته، أما سارة و هي شابة في التاسعة والعشرين تمتلك شهادة ليسانس في العلوم السياسية وعدة تكوينات أخرى مرافقة لشهادتها مع خبرة ثلاثة سنوات في عقود ما قبل التشغيل في غير مجالها تماما وظلت بلا عمل لمدة تقارب السنتين رغم كل كا تبذله من جهد في البحث و الوقوف لساعات أمام مختلف الوكالات و لم تؤمن ان هذه المواقع الالكترونية يمكنها توفير منصب عمل لائق،وبعد ان ولجت هذا العالم وقد تلقت في هذه الفترة بعض العروض التي لم تناسبها وكان من ضمنها بعض العروض من بعض الرجال الذين يرغبون بالزواج رغم ان طلبها كان محددا في منصب عمل في تخصصها،أما كمال ذو الخمسة وأربعين سنة رب عائلة وهو متحصل على تكوين في التبريد فقد تحصل على عمل مباشرة بعد تسجيل سيرته الذاتية في احد المواقع المعروفة وإذا بهم يبعثون له عرضا مغريا جدا للعمل في احد الشركات التي كانت بحاجة لهذا التخصص ضمن هيكلها والآن هو يعمل بهذا المنصب منذ أكثر من خمسة أشهر وفي نفس الوقت سائق احتياطي لدى هذه المؤسسة الخاصة. ومن جهة أخرى فان هناك من الشباب من يرغبون بالاتصال وحدهم مباشرة بهذه المؤسسات عن طريق التواصل معهم في البريد الإلكتروني الخاص بهم إلا هذا غير ممكن في اغلب الأحيان خاصة مع المؤسسات العمومية و المصالح اللادارية والحكومية الجزائرية، فاغلبها لا يحتوي على بريد الكتروني خاص بها و ان وجد لا يرد أبدا على الرسائل، لذا فيجب تكليف وسيط ما بين هذه الإدارات والمؤسسات سواء الخاصة و العامة من جهة والمواطنين من جهة أخرى خاصة فيما يتعلق بالشكاوى و طلبات العمل، من هنا ظهر دور هذه المواقع الالكترونية المتخصصة في إيجاد مناصب العمل و التخفيف من تعب و وقت الأفراد، إلا أنها من جهة أخرى قد تكون ذات جوانب و أثار سلبية على بعض الأفراد خاصة الفتيات و النساء اللواتي قد يتعرضن للاحتيال عن طريق هذه المواقع أو حتى الشركات الوهمية التي قد تتوجه إلى عرض طلبها للموظفين عبر هذه المواقف بهدف الإيقاع ببعض الأفراد خاصة الفتيات، لذا يجب توخي الحذر حين التعامل مع هذه الشركات والتأكد من هويتها قبل الذهاب لمقرها و منحها المعلومات الشخصية التي قد تستخدم ضد هؤلاء الباحثين فقط عن منصب عمل يخرجهم من دوامة الفقر وتبعاته.