يعتبر مرض السلّ من الأمراض التنفسية والصدرية الخطيرة والمعدية التي تصيب الإنسان وذلك نتيجة أسباب عديدة ويرتبط هذا المرض بالفقر، ولقد تفشى بصورة كبيرة في مجتمعنا بالرغم من أننا نعيش تطورًا ملحوظا في جميع الجوانب عامة وفي الجانب الاجتماعي خاصة. وقد ازداد هذا المرض بثلاث مرات مقارنة مع الفترة السابقة أي صارت ست حالات على الأقل تظهر كلّ أسبوع وهو معدل مرتفع إذا ما قارناه مع فترات سابقة فهي لم تشهد سوى ثلاث حالات على الأكثر أسبوعيًا. وإذا رجعنا إلى الأسباب المؤدية للإصابة بهذا المرض الخطير فهي أسباب مرتبطة ارتباطا وثيقا بالفقر عامة وفي بعض الأحيان نتيجة إهمال الجسم مما ينقص مناعته مما يؤدي إلى عدم القدرة على مقاومة الفيروسات والميكروبات والجراثيم، ففي بعض الأحيان تتحول الأنفلونزا والزكام إلى مرض السلّ وذلك نتيجة الإهمال وعدم الاهتمام بهذه الأمراض العارضة. والغريب في الأمر أن ما يقابل خطورة هذا المرض أسباب قد تقول عليها تافهة لأنه بالاستطاعة تجنبها وتفاديها والمحافظة على الجسم، لأن هذا المرض الخطير يظهر نتيجة سوء التغذية وعدم حماية الجسم من برودة الشتاء مثلاً، والسكن في بيوت هشة بدون تدفئة خاصة في فصل الشتاء مما يعرض الجسم وخاصة أثناء النوم إلى برودة تؤثر بالدرجة الأولى على الرئتين، وإذا ارتبطت هذه الأسباب بالفقر فهو ليس العامل الأساسي في بعض الأحيان، فالبعض لا ينقصه الأكل مثلا وبالرغم من ذلك فإنهم يصابون بهذا المرض نتيجة سوء التغذية، وهذا ما أكدته لنا (إيمان) حيث أصيبت بهذا المرض نتيجة سوء التغذية، فهي كانت لا تتناول وجباتها الغذائية بانتظام لأنها كانت تقوم بحمية وذلك دون مراجعة الطبيب المختص بذلك). هي إذا أسباب تجعل هذا المرض الخطير يتفشى في جسم الإنسان، ويظهر هذا المرض في جسم الإنسان على شكل عوارض يكتشفه الطبيب بمجرد ذكرها له وهي تتمثل في الحمى وقلّة الشهيّة ونقص ملحوظ في الوزن، إضافة إلى الشعور الدائم بالتعب الشديد والإرهاق، وتتراوح مدة علاجه ما بين ستة أشهر إلى ثمانية عشر شهرًا ويتمثل الدواء الذي يوصف لمقاومة هذا المرض في أقراص تتناول يوميا لمدة ستة أشهر أو ثمانية عشر شهرًا حسب المدة المحددة من طرف الطبيب وذلك بانتظام ودون انقطاع، وفي بعض الأحيان يكون الدواء على شكل حقن. ولقد خصص لكل منطقة مصلحة خاصة بهذا المرض وتشرف على علاجه أي تشرف على توزيع الأدوية على المرضى لأن هذه الأقراص لا تتوفر في الصيدليات وإنما متوفرة على مستوى كلّ مصلحة فقط. ولقد دعا وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس يوم الخميس 24 مارس 2011 بالجزائر العاصمة إلى تظافر جهود كافة الفاعلين في الصحة في الجزائر للقضاء على هذا المرض الخطير إلاّ أنه لحسن الحظ يمكن علاجه عموما.