"المسجد الأقصى في خطر الآن" جاءتنا من بيت لحم بفرقتها حاملة لنا غصن الزيتون وصورة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقدمه هدية للشعب الجزائري تسلمه منها والي ولاية خنشلة السيد مبروك بليوز نيابة عنه. فتحت لنا قلبها لتحدثنا عن مكنوناته وما يعانيه الأطفال الفلسطينيون والشعب الفلسطيني بصفة عامة تحت رحمة آلة الدمار الإسرائيلية وبين فكي الحصار والإبادة تحدثت لنا عن ردة الفعل العربية والعالمية حول مشروع تهويد القدس وتهديم المسجد الأقصى إن كانت هنالك ردة، تحدثت لنا عن أسطول الحرية وشجاعة أردوغان التي أخجلت الزعماء العرب، تحدثت لنا عن الصمت العالمي تجاه المجازر المرتكبة في حقه، تكلمت عن شعور الشعب الفلسطيني واستغرابه لغلق مصر لمعبر رفح في ظل الهجوم الإسرائيلي على غزة واستغرابه لمشروع بناء الجدار الحديدي بين غزة ومصر وغير ذلك من الأمور التي باحت لنا بها ممثلة الوفد الفلسطيني المشارك في فعاليات المهرجان الوطني لمسرح الطفل بخنشلة. * حديثينا عن مشاركتكم في المهرجان الوطني لمسرح الطفل بخنشلة؟ -- للمرة الثانية نشارك في المهرجان الثقافي لمسرح الطفل وكانت تجربة رائعة وناجحة، فهي امتداد لمشاركتنا في هذا المهرجان العام الماضي في طبعته الثانية، حيث أن النجاح المبهر تجلى في الترحيب والاستقبال من طرف الأطفال والشعب الجزائري بصفة عامة وكذلك التشجيع الكامل للوفد الفلسطيني والعرض الفلسطيني، حيث وصلنا كلام من طرف الجمهور أنه اعتبر العرض الذي شاركنا به من أفضل العروض المقدمة رغم مشاركتنا كفرقة شرفية ولم نشارك في المسابقة إلا أنه الحمد لله العرض نجح ونال إعجاب الأطفال الجزائريين. * ماهو شعور الطفل الفلسطيني بين إخوانه الجزائريين؟ -- شعور رائع جدا أعجز عن وصفه، فأنا قلته مرارا وتكرارا أنني أحس وكأني في بلدي الثاني، فأنا لا أشعر أبدا بالغربة جراء المحبة الكبيرة التي منحونا إياها أطفال الجزائر وإدارة المهرجان والمسؤولين الجزائريين، فحفاوة الاستقبال التي قوبلنا بها جعلتنا لا نحس أبدا بالغربة، فكم هو رائع جدا أن تكون في بلد عربي وتحس وكأنك أفضل حتى من وجودك في بلدك. * كيف كان إحساس أبناء فلسطين إزاء ما تعرضت له قافلة أسطول الحرية؟ -- أنا كفلسطينية أستغرب جدا وأستهجن هذه التصرفات، إذ كيف يحدث هذا ونحن في القرن الواحد والعشرين ونجد أنه لا يزال هناك أناس يقتلون الإنسانية، يذبحون الإنسانية، فأسطول الحرية هوعبارة عن تلبية واستجابة لنداء الاستغاثة من أطفال محاصرين وشعب محاصر يريد العيش بحرية يبحث عن الأمن والأمان، عن الطمأنينة والسلام وهم يقصفونه بالدبابات والصواريخ، أنا أشعر أنني مستفزة جدا فأين الرحمة في دولة تضع نفسها في قمة الحضارة وهي ليست لها أية علاقة بالحضارة، وأسأل كل العالم الذي يتغنى بذلك أين هي حضارتكم أمام أسطول الحرية الذي كان يقصف وهو يحمل حبات شكولاطة للأطفال المحاصرين في غزة، كان يحمل الدواء للمرضى، كان يحمل الألبسة لليتامى الحفاة العراة كان يحمل الأغطية و..و...و.. كل هذه التسؤلات في القرن الواحد والعشرين . إن هذا التصرف هو محاولة لقتل وإبادة الفلسطينيين، هو محاولة لنسف الكيان الفلسطيني من هذه الأرض. * إسرائيل أصبحت تخاف حتى من كلمة فلسطيني أضحى لها هذا الاسم شبحا يطاردها ويقض مضجعها أليس كذلك؟ -- إنه كذلك فهي تحاول أن تذبح فلسطين وتشل الإرادة الفلسطينية، ولكن هذا لن يحدث طالما وأن هذه الإرادة كامنة في قلوب تنبض بحب الحرية والمقاومة، فهم حتما سوف يفشلون ولكن أين العالم ومجلس الأمن وهيئة الأممالمتحدة أمام ماحدث لأسطول يلبي نداء الاستغاثة، أين القانون الدولي، لماذا لم يعاقبوا إسرائيل، هل هذا القانون يطبق على كل دول العالم ماعدا إسرائيل أم أن هذه الدولة أضحت فوق القانون، إننا نتأسف كثيرا ولكن لاحياة لمن تنادي ...... * فلسطين مقسمة بين أراضي محتلة منذ سنة 48 وأراضي محتلة في 67، هل هناك تواصل ولقاءات بين أطفال فلسطين في جميع هذه الأراضي؟ -- أولا بحكم الظروف وبحكم الإغلاقات والحواجز التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ليس هناك لقاء مباشر ومتواصل دائما وأبدا هناك فعاليات ولقاءات يتم لها الترتيب مسبقا، على سبيل المثال هناك فعاليات ستحدث هذه الأيام بالقدس سيتم فيها الالتقاء بين أطفال فلسطين، ولكن الالتقاء بين الفلسطينيين صعب جدا، فأنت عندما تريد مثلا الانتقال من منطقة إلى أخرى لابد أن يكون لديك تصريح من سلطات الاحتلال بذلك والحصول على مثل هذا التصريح ليس بالأمر الهين والسهل، فهناك من يعيشون داخل الأراضي الفلسطينية وهم في أشد الحاجة للعلاج وأمورهم الصحية متدهورة جدا ولايستطيعون الحصول على هذا التصريح. * نفهم من كلامك أن هناك محاولة لتشتيت الشعب الفلسطيني وتفريقه حتى لايتم له الالتقاء والاجتماع أبدا.؟ -- نعم هي محاولة لخنق الشعب الفلسطيني، فقد قاموا بتقسيم الضفة الغربية إلى كمتونات وكمشونات صغيرة جدا حتى يتسنى لهم السيطرة عليها، فالطرق الملتوية وصعوبة التنقل والحواجز العسكرية، فماذا أقول لك فمهما قلت لك فإني لا أستطيع أن أصف لك الوضع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون هناك. * هناك عملية تهويد للقدس ومحاولة لطمس معالمها التاريخية وخاصة المسجد الأقصى فهل لك أن تحدثينا عن ذلك؟ -- هذه هي السياسة الإسرائيلية على مر السنين ولم تتغير، فهم يحاولون السيطرة على جميع المقدسات الإسلامية وهدفهم المسجد الأقصى، هم يدعون باطلا أن هناك هيكلا يهوديا تحته وكل الدراسات وكل الحفريات أثبتت عكس ذلك، أي أنه لايوجد أي شيئ تحت المسجد الأقصى ولكنهم يكذبون هذه الدراسات وهذه الحفريات ولايزالون يدعون أن هناك هيكل سليمات تحت المسجد الأقصى لأن هدفهم الاستمرار في الحفر حتى يعرضون المسجد الأقصى للانهيار، وهو الأن في خطر، المسجد الأقصى في خطر ويجب على جميع الزعماء العرب والمنظمات العربية والإسلامية في كل أنحاء العالم التكاثف لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد المسجد الأقصى المبارك، يجب أن يوقفوا الإسرائيليين عند حدهم يجب على الأممالمتحدة والمجالس الدينية العالمية والمجلس الإسلامي السعودي أن يتحركوا ويوقفوا هذه الحفريات لأن المسجد الأقصى الأن على شفير الهاوية وقد أوشك على الانهيار. لأن اليهود يريدون تهديم هذا الرمز الإسلامي حتى يطمسوا تاريخ القدس ويمحون عروبتها وحضارتها الإسلامية حتى لاتبقى للعرب والمسلمين أحقية في القدس هذه هي سياستهم وهدفهم. * هل هناك ردود فعل من طرف المنظمات المسؤولة عن حماية التاريخ والآثار كمنظمة اليونسكوا مثلا ... -- نحن نسمع دائما تعليقات واستنكارات وشجب وهي عبارة عن أقوال فقط، فلان استنكر والمنظمة الفلانية نددت وشجبت وأدانت بشدة ولكن أين الفعل على أرض الواقع، الكل خائف الكل يهاب إسرائيل ولكن إسمح لي بهذه الكلمة، أنا ألوم جميع الزعماء العرب والأمة العربية الإسلامية، لماذا لايتكاثفون، لماذا لايتحدون ويتخذون خطوة واحدة وواحدة فقط في هذا الاتجاه وأنا متأكدة أنهم سوف يصنعون المعجزات، ولكن لا أحد يتحرك حفاظا على مصالحهم ومصالح دولهم، فأغلب الحكام يحاولون كبت مشاعر شعوبهم تجاه القضية الفلسطينية والأقصى خاصة خوفا من أمريكا وإسرائيل. * القاهرة كانت في زمن ما هي حاملة لواء العروبة والدفاع عن القضية الفلسطينية فما رأيك فيها اليوم...... -- القاهرة كانت قلب العروبة النابض في عهد جمال عبد الناصر أما اليوم فا لإسرائيليون نجحوا في مخططاتهم بعدما وضعوا الرجال الذين يريدونهم هم على رأس الشعب المصري، وضعوا من يستطيعون تسييره كيفما يشاءون فما معنى بناء الجدار الحديدي لمحاصرة سكان غزة وإغلاق معبر رفح من طرف السلطات المصرية في وجه الفلسطينيين، في عز القصف الإسرائيلي على غزة أخوك العربي يصنع بك هذا فماذا بقي لك حتى الأروبيون احتاروا من هذا التصرف فهذا شيء غريب جدا. * مارأيكم في تحول لواء الزعامة والدفاع عن حقوق الفلسطينيين من الدول العربية إلى تركيا.. -- هناك زاوية ثانية للحديث عن هذا الموضوع، فأردوغان كان شجاعا جدا وموقفه أشعر الحكام العرب بالخجل، خاصة في ظل الاعتداء على أسطول الحرية، لقد كان كشخص أكثر من فلسطيني فخلال جميع الأزمات التي مرت على الشعب الفلسطيني منذ مايزيد عن 50سنة لم نسمع بموقف مثل موقف أردوغان فالعرب كانوا فقط يشجبون ويستنكرون بأقوال سئمنا ومللنا منها، فنحن الفلسطينيون سعدنا جدا وفرحنا بموقف أردوغان التركي لأنه أشفى غليلنا، ولم يكتف بهذا بل أعلن عن إطلاق مبادرة أخرى شبيهة بأسطول الحرية ويكون هو على رأسها، بل ذهب حتى إلى تهديد إسرائيل قائلا لهم من يعادي تركيا سوف يدفع الثمن غاليا، كنا نتمنى أن تصدر مثل هذه التصريحات الصادرة من زعماء تركيا وإيران من أفواه الزعماء العرب فالجميع مثلا يستغرب موقف مصر كونها زعيمة للعرب في وقت مضى. * كلمة أخيرة ... -- باسم الشعب الفلسطيني أنقل لكم خالص التحية وتمنياتي لكم بالتوفيق وشكرا.