يتزايد اللغط في لبنان قبيل صدور قرار من المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري وسرت شائعات على أنه قد يطال مجموعة من حزب الله. وقد تساءل رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون عقب لقاء له منذ أيام بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عما إذا كانت المحكمة الدولية الخاصة بالحريري جزءاً من مخطط يستهدف بالمرحلة المقبلة لبنان وحزب الله، لاسيما بعد حديث رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي عن تاريخ سبتمبر-وهو التاريخ المفترض لصدور قرار المحكمة- باعتباره موعدا لاشتعال الفتنة في لبنان. أما النائب السابق بالبرلمان اللبناني ناصر قنديل، فلفت في مؤتمر صحفي عقده منذ أيام إلى "وجود خطة إسرائيلية تحظى بالتغطية اللازمة من عواصم غربية وعربية" لتفجير الوضع الداخلي في لبنان "على إيقاع تقرير مزور يصدر عن المحكمة الدولية". وبحسب الكاتب الصحفي ميخائيل عوض، فإن الأمور تبدو الآن "متجهة نحو مجهول إذا تجرأت المحكمة الدولية على استخدام قراراتها في قضية اغتيال الحريري بهدف إحداث فتنة ما تستهدف المقاومة وحزب الله". ووفقا لعوض في تصريح لموقع الجزيرة نت فإن قرار تلك المحكمة لم يعد "بأيد لبنانية وليس بيد العرب وإنما بيد الولاياتالمتحدة وإسرائيل" مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية وإسرائيل ليس لديهما الآن أدوات لممارسة الضغط على المقاومة وحزب الله. وتوقع، إذا صدر قرار بحق حزب الله، اندلاع توتر عسكري مع إسرائيل وأحداثا داخلية "أقسى بكثير من أحداث السابع من ماي 2008 بين حزب الله ومن يدافعون عن قرارات المحكمة الجائرة". في الأثناء نقلت صحيفة الأخبار في عرض لكاتبها نقولا ناصيف أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أبلغ نصر الله خشيته من قرار للمحكمة تتهم فيه مجموعة من حزب الله باغتيال والده" وبحسب ناصيف رد نصر الله بأن أي قرار من ذلك القبيل من شأنه أن يوصل لبنان إلى أحداث أقوى 70 مرة من أحداث السابع من ماي 2008. أما عضو تيار المستقبل مصطفى علوش فاستهجن، في تصريح للجزيرة نت، تلك التصريحات المتخوفة من القرار المنتظر، مشيرا إلى أن "التهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور" بعد صدور أي بيان اتهامي "أمر ليس بالجديد". واستنكر علوش ما وصفها بالتصريحات المتتالية منذ بدء التحقيق تهدد بأن "الوصول إلى الحقيقة" في اغتيال رفيق الحريري سوف يؤدي إلى القضاء على الاستقرار في لبنان. ويضيف "عمليا نحن مصرون على الوصول إلى الحقيقة، بناء على مسار المحكمة الدولية بغض النظر عن تداعياته على الأرض". ويستنكر بشدة "الافتراضات السابقة المبنية على الاتهامات لا على وقائع". من ناحيته يبدى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان، الحليف لحزب الله، مخاوفه من استهداف حزب الله منطلقا مما وصفه بالتجارب مع المؤسسات الدولية التي "لم تطبق قرارا واحدا من القرارات التي اتخذت بحق إسرائيل، وإنما طبقت القرارات التي اتخذت بحق الشعوب العربية وقضاياها". ويضيف "اليوم يراد أن يطبق نفس الأمر في لبنان، وأعتقد أن المحكمة الدولية في لبنان هي تماما كلجنة البحث عن أسلحة الدمار الشامل التي شكلت من أجل الهجوم على العراق"، معتبرا أن "القضية هي الوصول إلى سلاح حزب الله باستخدام البحث في اغتيال الحريري". غير أنه يستدرك بأن غالبية الأطراف اللبنانية تدرك اليوم تلك "الكذبة الكبرى" وأنه "لن تكون هناك ردات فعل تنعكس على الواقع اللبناني بسبب وعي اللبنانيين لما يحاك لهم. أما على صعيد إسرائيل فإنها باتت تفكر ألف مرة قبل التفكير بأي عدوان جديد".