خلف مقطع فيديو على اليوتوب لمريضة بالسرطان من ولاية ورقلة، ردود فعل قوية لمواطنين من داخل الوطن وخارجه، خاصة وأن الحالة المعنية قد وصلت لمرحلة متقدمة من المرض، الذي تسبب لها في تشوه كامل على مستوى الوجه، وقد قامت جمعية الرحمة لمساعدة مرضى السرطان بورقلة بنشر حالة المريضة على اليوتوب، أملا في إيجاد جهة تتكفل بعلاج المريضة بالخارج في القريب العاجل، مادام أن الأمل في شفائها يظل قائما· وتبادل المعلقون على الفيديو الذي سجل نسبة مشاهدة عالية، عبارات المواساة والدعاء للمريضة بالشفاء، ونداءات التكفل بها على أعلى مستوى، سواء من طرف الجهات المعنية بالدولة أو من فاعلي الخير وذوي البر والإحسان، وفي اتصال ل(أخبار اليوم) برئيس (جمعية الرحمة لمساعدة مرضى السرطان) بورقلة الدكتور قدوح مصطفى، أكد أن حالة المريضة تستدعي التدخل العاجل للتكفل بها في أقرب فرصة ممكنة، وإرسالها للعلاج بالخارج، مؤكدا أنه وجد أن نشر الحالة على شبكة اليوتوب، من شأنه أن يضمن تفاعلا أكبر، وانتشارا أوسع لنداء المساعدة والتكفل بحالة المريضة· وأضاف المتحدث أن المريضة تعاني نوعا نادرا من السرطان الذي استهدف مناطق حساسة من الوجه، كالحلق والفم والأنف والعينين، وكذا التجويف الأنفي والجيوب الأنفية، إلى درجة أنه تسبب في تشويه كامل للوجه، وأثر على بعض وظائفها الحيوية كالشم، والتذوق، إضافة إلى التنفس بشكل رئيسي، وهو ما استدعى ثقب حنجرتها لتتمكن من التنفس عن طريق أنبوب· حالة السيدة حسب ما كشف عنه الدكتور قيدوح تعود إلى سنة 2005، عندما أحست بكتلة صغيرة في حجم حبة الحمص على مستوى الحلق، اتجهت المريضة على إثرها إلى طبيب مختص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة، ثم تبين بعد إجرائها للتحاليل اللازمة، أنه نوع من السرطان، ولكن من الأنواع النادرة، وقد تسبب لها في البداية بحالات من الرعاف، ثم انسداد بالجهة اليمنى للأنف، تسبب في فقدان حاسة الشم في النهاية، وبعد إجرائها فحص السكانير سنة 2007، تبين أن الأمر يتعلق بورم بلغ حجمه 42 ملم، سرعان ما استهدف الحلق والأنف والفم، وانتهى إلى التأثير بصورة كاملة على وجهها· وخلال سنة 2008، تفاقمت حالة المريضة، وتم توجيهُها إلى مركز بيار وماري كوري لمكافحة السرطان بمستشفى مصطفى باشا، حيث تم إخضاعُها للعلاج الكيميائي، وقال الدكتور قدوح، إن حالة المريضة حاليا، مستقرة نوعا ما، وهي تتابع علاجها من بعض الآلام والالتهابات التي تشعر بها نتيجة المرض، ولكن حالة وجهها بفعل الورم لا زالت على ما هي عليه من التشوه، الأمر الذي أثر على حالتها النفسية، وتطلب إخضاعها للمتابعة النفسية، موجها نداءه إلى الجهات المعنية، وذوي البر والإحسان، قصد التكفل بعلاج المريضة، سواء كان ذلك داخل الوطن، أو التكفل بإرسالها للعلاج في الخارج، مادام أن الأمل لا يزال قائما في شفائها، كي تتمكن من العودة لممارسة حياتها الطبيعية والتكفل بأبنائها، كونها أرملة وأم لأربعة أطفال أحدهم يعاني من الإعاقة، ناهيك عن ظروفها الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، وحالتها المرضية التي تتطلب التدخل العاجل، وقال المتحدث إنه بعد نشر مقطع الفيديو للمريضة البالغة من العمر 42 عاما، فقد تهاطلت الاتصالات على الجمعية من داخل الوطن وخارجه، فيما تأمل الجمعية أن تجد المريضة الجهة التي تتكفل بعلاجها التام والكامل