قال رئيس دار الكتب والوثائق القومية في مصر الدكتور زين عبد الهادي، إن أعمال نقل المخطوطات من المجمع العلمي إلى دار الكتب والوثائق القومية توقف بسبب الحالة المتدهورة لمبنى المجمع والتي تنذر بسقوطه، وتمنع أي محاولات لإنقاذ الكتب بداخله· وأضاف عبدالهادي ل (الراي): (وصلنا حتى الآن أربعون ألف مجلد، 60 في المئة منها في حالة سيئة، وكان من بين الكتب الأكثر تضررا كتاب (وصف مصر) في طبعته الإمبراطورية، إذ لم ينج من جميع مجلداته إلا عدد قليل للغاية)· و(نقوم حاليا في دار الكتب والوثائق القومية بعملية فرز وتنظيف وتعقيم للكتب، ونقارن بين قاعدة البيانات الخاصة بالمجمع، والتي استطاع الشباب إنقاذها، ووجدنا أنها تضم 41 ألفا و70 كتاباً ومجلة، تقع في حوالي 190 ألف مجلد، وسنبدأ في عمليات الترميم، خلال شهرين، وسوف تستغرق عمليات الترميم أكثر من عشر سنوات لأن الإصابات كانت شديدة)· وهناك نسخ لكثير من الكتب والمجلدات في الدار، وفي بعض المكتبات الوطنية الأخرى، وسنبحث ونقوم بحصر المطلوب، ونرسل في طلبه من الأماكن التي توجد بها، لاستصدار نسخ منها· وأكد عبد الهادي، أن هناك بالفعل خرائط مهمة تخص فلسطين، وأنها لم تحترق، ولا تزال موجودة في دار الكتب المصرية، مشيرا إلى أن الدار سوف تحتفظ بجميع ما لديها من كتب ووثائق المجمع العلمي المصري لحين الانتهاء من ترميمه· إلى ذلك، أعلنت 3 جهات حتى الآن أنها ستقوم بترميم المجمع العلمي المصري، حيث أعلن حاكم الشارقة أنه سيتكفل بالتكلفة الكاملة لإعادة ترميم مبنى المجمع العلمي المصري، وسيهديه وثائق نادرة كالتي احترقت، وفي الوقت نفسه كانت شركة (المقاولون العرب) المصرية قد بدأت بالفعل في أعمال الترميم، كما أعلنت القوات المسلحة المصرية أنها ستعيد بناء المجمع وترميمه، كما قام وزير الدولة المصرية للآثار محمد إبراهيم بمناشدة السفير الفرنسي بالقاهرة ليطلب من الحكومة الفرنسية المساهمة في ترميم مبنى المجمع العلمي، وشهدت الأيام الأخيرة، اجتماعات مشتركة بين هذه الجهات، وانطلقت عملية الترميم بالفعل· ويعود تاريخ إنشاء المجمع العلمي المصري إلى 20 أوت من العام 1798، بقرار من نابليون بونابارت، وهو مبنى أثري عتيق من معالم مصر، وكان مقر المجمع في دار أحد بكوات المماليك في القاهرة، وتم نقله إلى الإسكندرية عام 1859، وأطلق عليه اسم المجمع العلمي المصري، ثم عاد إلى القاهرة عام 1880، وهو أعرق المؤسسات العلمية في مصر إذ مر على إنشائه أكثر من مئتي عام·