لو قمنا بجولة حول بقاع الدول المسلمة ككل لوجدنا بأنه مع قدوم شهر الغفران والرحمة والعتق من النار، شهر رمضان المعظم تقام عمليات ترميمية واسعة على مستوى المساجد وعمليات تنظيف كبيرة لاستقبال الشهر الكريم الذي تقام فيه صلاة التراويح، إلاّ أن ما حدث في بلدية حمام ريغة بولاية عين الدفلى بداية رمضان الفارط يجعل الحجر ينطق غيضًا على حرمة المسجد التي انتهكت، فقد قامت سلطات المنطقة باتفاق مع لجنة المسجد بتهديم مسجد سلمان الفارسي المسجد الوحيد بهذه البلدية بحجة إعادة بنائه بطريقة عصرية، هو ما أقنعوا به السكان وجعلوهم يوافقون على تهديمه، لكن ومع الأسف الشديد لم يوضع له حجر الأساس لحدّ الآن فقد مرّت ستة أشهر على ذلك، وهو ما جعل سكان بلدية حمام ريغة يتذمرون لوضعيتهم، فقد أصبحوا يؤدون صلاتهم منذ تلك الواقعة في مستودع تابع لثانوية المنطقة بعدما جهّز من قبل للألعاب الرياضية الخاصة بالتلاميذ، ونظرًا لموقع الثانوية المنزوي عن البلدية فمعظم السكان لا يسمعون المؤذّن حين وقت الصلاة فقد طال بهم هذا الوضع المؤسف مما أدى بهم للخروج عن صمتهم والمطالبة بالمباشرة في عملية بناء المسجد مع الإسراع في إنجازه، فلا يعقل أن يهدم أيّ مسجد حتى ولو كان السبب ترميمه أو إعادة بنائه بطريقة عصرية، خصوصا بما أنّ هذه المنطقة لا يوجد بها مسجد ثان. وما كان مثيرًا للسخط هو تحويل قطعة الأرض التي كان فوقها المسجد المهدوم إلى فضاء فسيح متبادل بين أطفال المنطقة للعب كرة القدم وبين بائعي الخضر والفواكه، هو ما شاهدناه عند تنقلنا إلى المكان لتبقى صومعة المسجد وحدها شاهدة على ذلك تندب الواقع الذي آل إليه بيت من بيوت الله. ويبدو من خلال هذه الأوضاع التي أصبح عليها هذا المسجد الإهمال الكلّي لمشروع إعادة بنائه، بما أنه لم يوضع حوله سياج كما هو مألوف عند نيّة الشروع في بناء ما، بل قاموا بتركه في متناول كل مستغل، فكما يقال في عاميتنا (مال بلا راعي)، وعن أي نوع من الأملاك نتحدّث؟ بينما نشهد أناسًا يقاتلون ويموتون في سبيل استرجاع مسجد مثلما يحدث في فلسطين، من جهة أخرى نرى بأنّ هناك من هتكوا حرمته تاركين وراءهم دليلاً يدينهم وهو صومعة المسجد التي لا تزال شامخة لتزيد من حجم ذنبهم. كما أنّ زوّار هذه المنطقة بما أنها منطقة سياحية بدوا مستغربين ومندهشين عن غياب مكان لصلاة الجماعة، هو ما قد سيؤثر على مصداقية المنطقة الجميلة والسياحية.