عادت أزمة الحليب إلى الواجهة في الأيام الأخيرة بولاية بجاية، بصرف النظر إلى ندرة غاز البوتان وإنقطاعات التيار الكهربائي، فأصبح المواطن بين المطرقة والسندان بين الندرة وحاجيات العائلة التي تجبر أربابها على البحث للحصول ولو على كيس واحد من الحليب، وذلك لإفشاء غليل الأطفال الذين هم بدورهم يلتحقون بمقاعد الدراسة وقد يقاسون مرارة البرد القارس في غياب التدفئة، وحسب بعض التجار فإن الحليب يوزع في الساعات المبكرة حوالي الخامسة صباحا وبما أن الكمية محدودة، لذا فإن ذلك لا يمكن أن يستجيب لطلبات المواطنين، وهو ما جعل المواطنين يشكلون طوابير طويلة في صباح كل يوم لعل الحظ يحالفهم لاقتناء كيس من الحليب، أزمة وبعدها أزمات متعاقبة تثقل كواهل السكان وأرباب العائلات، وحسب المعلومات التي بحوزتنا، لذا فإن غلق الطرقات بالثلوج هي التي تسببت بالدرجة الأولى في هذه الأزمات مما جعل استحالة وصول الشاحنات المعبأة بالحليب إلى التجار، لكن ولاية بجاية تزخر بثلاثة مصانع المنتجة للحليب وهي أميزور، أقبو دانون وأقبو صومام، وهي بدورها يمكنها أن تغطي حاجيات السوق بدلا من إحضاره من مصنع بن خدة المتواجد بولاية تيزي وزو، والأمر غير القابل للجدل هو أن سياسة سوء التوزيع تبقى السبب الرئيسي في خلق هذه الأزمة التي تؤثر سلبا على الأطفال كونه الغذاء الأول لهم·