بات انقطاع التيار الكهربائي بالكامل، كابوسا حقيقيا يخيم على أرجاء التراب الوطني، نتيجة الارتفاع الكبير والمعدلات القياسية في استهلاك الطاقة الكهربائية، مما ينذر بإمكانية حصول (كارثة كهربائية) تجعل التراب الوطني يغرق في الظلام، في ظل موجة البرد الشديد التي تجتاح الوطن، والتي تسببت في انقطاع التيار الكهربائي ببعض المناطق، مع زيادة غير مسبوقة في أرقام استهلاك الكهرباء· ودعا مجمع سونلغاز أمس الثلاثاء زبائنه إلى ترشيد استهلاكهم للطاقة الكهربائية خلال أوقات (الذروة) من أجل (راحة وفائدة الجميع)، وذلك تحسبا لاستمرار موجة البرد التي قد ترفع أكثر من المستوى القياسي للاستهلاك الوطني من الكهرباء خلال الفترة الشتوية حسبما جاء في بيان للشركة· وسجل أول أمس الاثنين الاستهلاك الوطني للطاقة الكهربائية أعلى معدلاته منذ بداية التقلبات الجوية التي كانت مصاحبة بموجة من البرد والصقيع الذي ضرب مختلف ولايات الوطن، وأدى إلى استهلاك كبير للطاقة الكهربائية بلغ ذروته يوم الاثنين بتسجيل رقم تاريخي وصل إلى 8666 ميغاواط· وقد أفادت شركة توزيع الكهرباء والغاز (سونلغاز)، في بيان لها تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه، أن الاستهلاك الوطني للطاقة الكهربائية قد سجل معدلات قياسية خلال فترة البرد التي تعيشها البلاد منذ أزيد من عشرة أيام، وعرفت هذه النسب زيادة تدريجية خلال الأيام القليلة الماضية، حيث سجل المركز الوطني لمتعامل النظام الكهربائي فرع (سونلغاز) أول أمس الاثنين آخر هذه النسب التي قدرت ب 8666 ميغاواط مسجلة بذلك ارتفاعا بلغ 11.6 بالمائة مقارنة بما سجل في السنة الماضية في الفترة نفسها والتي سجلت بتاريخ 1 فيفري 2011 وقدرت ب 7764 ميغاواط، وقد سجل نفس المصدر خلال الأيام الفائتة معدلات مرتفعة وصلت يوم 8 فيفري إلى 8305 ميغاواط لترتفع يوم 12 فيفري إلى 8526 ميغاواط، وتتوقع سونلغاز تسجيل أرقام قياسية أخرى في حال استمرار موجة البرد خلال الأيام القادمة· وأكد نفس المصدر أن كل طلبات المستهلكين المستفيدين من الشبكة الكهربائية قد تعدت النسبة القصوى للاستهلاك أو ما يعرف ب (pma) خلال الأيام الفائتة الأمر الذي ينذر بوقوع جملة من الانقطاعات الكهربائية التي ربما ستدوم طويلا على خلاف الانقطاعات المتكررة التي اشتكت منها العائلات في الأيام السابقة والتي سرعان ما تم إصلاح غالبيتها، ويرجع سبب هذا الانقطاع في التيار الكهربائي حسب تصريح سابق لشركة توزيع الغاز والكهرباء إلى الاستهلاك المفرط وغير المنظم للطاقة الكهربائية، ولتجنب هذا وجهت الشركة نداء إلى كل المستهلكين لتنظيم استهلاك الكهرباء وضرورة الاقتصاد في استعماله من أجل تفادي الانقطاع وذلك بالحرص على إطفاء الأنوار في حالات عدم الحاجة إليها والتخفيف من استعمال عدة أجهزة كهربائية في آن واحد كالغسالة والكمبيوتر والمدفئة الكهربائية إلى غير ذلك من الأجهزة خاصة في الفترة المسائية مابين الساعة السادسة والثامنة مساء وهي الفترة التي تسجل فيها أكبر معدلات الاستهلاك، وعلى كل المواطنين التحلي بروح المسؤولية اتجاه هذا الوضع فالقليل من الكهرباء أفضل من انعدامها· للإشارة، فإن القوة القصوى (بي أم أي) تعد بمثابة الطلب الكبير لمجموع المستهلكين المستفيدين من الشبكة وهو ما يسمى إجمالا ب(ذروة الاستهلاك)· ويبلغ استهلاك الكهرباء أعلى مستوياته في المساء لما تكون نسبة استهلاك الطاقة الكهربائية في أوجها سيما مع استعمال الإنارة والمدافئ الكهربائية وأجهزة كهرومنزلية أخرى (أجهزة التلفزيون والإعلام الآلي وغير ذلك)·