فتحت أمس محكمة القطب الجزائي المتخصّص ب (سيدي امحمد) في الجزائر العاصمة، ملف تبديد أموال عمومية من مجمّع (صيدال) الذي تورّط فيه 15 متّهما على رأسهم الرئيس المدير العام السابق للمجمع (ز·ر) ومسيّر شركة (سولي فارم) لتصنيع الدواء (ب·ف) على خلفية إبرام صفقة مشبوهة لتصنيع دواء (دونيفلير) خاص بالأسنان بترخيص من الشركة الألمانية، غير أنه تمّ توقيف إنتاجه دون سابق إنذار، ما كلّف المجمّع خسارة مالية تفوق 350 مليار سنتيم· استهلّ القاضي الجلسة باستجواب المدير العام السابق (ز·ر) الذي وجّهت له رفقة بقّية المتّهمين جنح تبديد أموال عمومية وسوء استغلال الوظيفة وإبرام صفقات مخالفة للتشريع والمشاركة في نفس التهم، حيث نفى بشدّة التهم المنسوبة إليه وراح يشرح كيف ساهم في تطوير فرع (بيوتيك) على مدار 07 سنوات، حيث صرّح بأنه تقلّد منصبه سنة 2005 أين كان المجمّع على وشك الإفلاس، وأنه عمل على تطوير إنتاج الدواء بمجمّع (صيدال) وخاصّة وحدة (بيوتيك)، ما سمح لها بتسويق 110 منتوج دواء مطلع سنة 2009، مشيرا إلى أنه حقّق أرباحا لوحدة (بيوتيك) قفزت من 15 مليار في 2002 إلى 280 مليار في 2009، أي أن رقم الأعمال تضاعف ثلاث مرّات، لتمثّل (بيوتيك) 80 بالمئة من أرباح مجمّع (صيدال) بعدما كانت 10 بالمائة· وفيما يخص الصفقة محلّ المتابعة والمتعلّقة بتصنيع دواء (دونيفلير) المبرمة مع شركة (سولي فارم) في إطار تجسيد المخطّط الوطني لرئيس الجمهورية حول حماية الأطفال من تسوّس الأسنان فقد صرّح المتّهم بأنه بعد إبرام الاتّفاقية معهم وتصنيع الدواء تصبح ملكا حصريا ل (بيوتيك)، وعن شروط اختيار المجمّع لشركة (سولي فارم) أكّد أن مجلس الإدارة الذي اختار هذه الشركة، والتي حصلت على اعتماد وزارة الصحّة أوّلا، أمّا المادة الأوّلية التي تمّ بيعها لشركة (سولي فارم) بطريقة غير قانونية فقد أكّد أن السبب يكمن في أن تلك المواد كان قد اقترب تاريخ نهاية صلاحيتها، وإن لم يتمّ استغلالها فسيتمّ إتلافها، ممّا يؤدّي إلى خسارة كبيرة للمجمّع· أمّا المتّهم الثاني مسيّر شركة (سولي فارم) لتصنيع الأدوية (ب·ف) فقد صرّح بأن كلّ العقود المبرمة بين شركته ووحدتي (بيوتيك) و(فارمال) تمّت في إطار قانوني، مشيرا إلى أن شركته صنعت سبعة أدوية في إطار الشراكة مع (صيدال)، ما جعلها تدين لها ب 06 ملايين دينار لم يتمّ تسديدها، وعن بيعه لعلامة الدواء التي هي في الأساس ملك لشركة ألمانية فقد أكّد أنه كان مجبرا على ذلك حتى لا يخسر الملايير· ولاتزال جلسة المحاكمة مستمرّة إلى حد كتابة هذه الأسطر، حيث ما تزال هيئة المحكمة تستمع إلى بقّية إطارات مجمّع (صيدال) و(بيوتيك) و(فارمال)، من بينهم (ش·ع) مدير تجاري على مستوى فرع (بيوتيك) و(س·ل) المكلّف بالحسابات بفرع (بيوتيك)، و(ش·ج) مساعد المدير العام لمجمّع (صيدال) و(ب·ف) مدير وحدة تابعة ل (بيوتيك) و(ش·ف) مدير الوحدة التجارية التابعة لشركة (سولي فارم) و(م.ح) مدير عام وحدة (فارمال) و(ش·ع) مدير مجمّع (صيدال) من 1995 إلى 2008 وأمين عام سابق بوزارة الصحّة وإطارات آخرين في (صيدال)·