خلقت موجة البرد والثلوج التي عرفتها ولاية تيزي وزو على غرار أغلب ولايات الوطن، حالة من التضامن والتكافل بين مواطني الولاية، بتشكيل حملات تضامنية تقودها الجمعيات المعتمدة وكذا طلبة الجامعات الذين توحّدوا ونظّموا دوريات جابت مختلف المحلاّت التجارية لضمان أدنى ضروريات سكان القرى المعزولة بفعل الثلوج· وتمكّنت هذه الهبات التضامنية من تزويد العائلات المنكوبة بالمواد الغذائية الضرورية كالحبوب الجافّة والسميد والزّيت والحليب، خاصّة منه الموجّه للأطفال الصغار، إلى جانب توزيع أغطية شتوية تبرّع بها المحسنون. وبلغت صور التضامن ذروتها بقيام المناطق المتضرّرة بفعل الثلوج بإغاثة مناطق أكثر تضرّرا منها· ووصلت إعانات غذائية إلى قرى آيت رفان المتواجدة ببلدية آقني قغران بدائرة واضية جنوب تيزي وزو من قرى كائنة بمنطقة عزازفة رغم تضرّرها هي الأخرى من الثلوج، إلاّ أن الموقع الجغرافي لآيت رفان التي تتوسّط جبال جرجرة جعلتها ضمن القرى الأكثر تضرّرا من العزلة التي فرضتها عليها الثلوج. مساعدات إنسانية أخرى استقبلها عدد من قرى عين الحمّام وإفرحونان التي تعدّ أكثر الدوائر تضرّرا، حيث عرفت هذه المناطق تضامنا كبيرا خاصّة من قبل الطلبة الجامعيين الذي واجهوا وتحدّوا المخاطر لبلوغ العائلات المتضرّرة، خاصّة بعد انتشار خبر اعتمادهم على الأثاث المنزلي للتدفئة والطبخ بعدما أغلقت الطرقات في وجه شاحنات نقل غاز البوتان، وكذا انقطاع الكهرباء وصعوبة الحصول على الحطب من الغابات التي كستها الثلوج على علو معدله مترين· من جهتها، قامت أوّل أمس بعض الجمعيات ذات الطابع الاجتماعي على غرار جمعية (تافوناست إفوجيلن) و(تيرقوا) بتوزيع مساعدات مادية جابت 150 قرية تقع في الدوائر الأكثر تضرّرا، من بينها دوائر مقلع، عين الحمّام، بني ينّي، إفرحونان، ذراع بن خدّة، وافنون، واضية، بوزفن، ذراع الميزان والأربعاء ناث ايراثن، تضمّنت هذه الإعانات ما عدده 1050 بطّانية و50 قنطارا من الحبوب الجافّة على غرار الأرز، العدس والفاصوليا، إلى جانب 24 علبة حساء محضّرة للكبار و36 علبة أخرى خاصّة بالأطفال و22 صندوقا من الحليب المجفّف لصعوبة توفير حليب الأكياس الذي يعرف ندرة حادّة في أسواق الولاية. وهي الإعانات التي تكفّل أعضاء الجمعيتين بتوزيعها على عائلات المناطق المتضرّرة عبر لجان القرى والبلديات التابعة لها· من جهة أخرى، استفادت سبع عائلات تقطن على الحدود الجزائرية من قفف مواد غذائية في إطار نشاط تضامني تمّ مساء الثلاثاء لفائدة 114 سكن عبر البلديات الحدودية الشرقية المتضرّرة من الاضطراب الجوّي الذي اجتاح مؤخّرا منطقة الطارف، حسب ما علم من مصالح الولاية· وقد تمّت ملاحظة هذه العائلات التونسية القاطنة بالجهة الحدودية الأخرى بالقرب من البلديات المعنية على غرار بوقوس ووادي الزيتون والعيون والزيتونة خلال عملية توزيع مؤن غذائية وأغطية شتوية، وكذا قارورات غاز البوتان من طرف مصالح مديرية النشاط الاجتماعي، حسب ما أوضحه ذات المصدر· وأشارت مصالح ولاية الطارف إلى أنه تمّ منح هذه المساعدات الإنسانية في إطار حسن الجوار والعلاقات الطيّبة التي تربط بين الشعبين الجزائري والتونسي·