دعا مراد مدلسي وزير الخارجية أمس السبت بالرباط في مداخلة له خلال أشغال الدورة الثلاثين لاجتماع مجلس الوزراء المغاربيين إلى عقد اجتماع وزاري مغاربي بالجزائر العاصمة من أجل بحث مسألة الأمن في المنطقة، وقال مدلسي من جانب آخر، إن قضية الصحراء الغربية لن تعرقل التقارب بين الجزائر والمغرب· وأوضح الوزير خلال هذه المداخلة أن الجزائر تؤكّد على أهمّية إدراج موضوع الأمن ضمن جدول هذا الاجتماع وتوصي بضرورة التعاون النّاجح في هذا المجال بهدف التصدّي للمخاطر التي تهدّد المنطقة. ويضيف الوزير في ذات السياق أنه لابد من تنسيق الجهود من أجل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة والهجرة غير الشرعية، وأكّد أن مكافحة مثل هذه الجرائم التي تهدّد استقرار وسلم المنطقة وأمن الأشخاص والممتلكات تتطلّب المزيد من اليقظة وتعاون كلّ الأطراف· وكان الوزير مدلسي قد ذكر أوّل أمس الجمعة خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره المغربي سعد الدين العثماني عشية اجتماع مجلس الوزراء المغاربيين في دورته الثلاثين أن مسألة الصحراء الغربية لن تشكّل عائقا أمام تطوّر العلاقات الإيجابية، وأوضح أن هذه القضية كانت موجودة قبل ولادة فكرة اتحاد المغرب العربي وحتى أثناءها، وهي لن تمنع إقامة علاقات ثنائية إيجابية بين البلدين، خاصّة وأن الطرفين قد اتفقا على أن يحترم كلّ منهما وجهة نظر الآخر، مشيرا إلى أن قضية الصحراء الغربية رفعت منذ سنوات إلى هيئة الأمم المتّحدة وستبقى على هذا المستوى إلى أن يتمّ الفصل فيها، وفي هذا الصدد أكّد الوزير ثقة الجزائر في منظمة الأمم المتّحدة في التوصل إلى حل يرضي الجانبين طبقا لقرارات الهيئة الأممية· وأشار الوزير في حديثه إلى أنه يعلّق آمالا كبيرة على هذا الاجتماع ليكون نقطة انطلاق لاتحاد المغرب العربي (الذي سيتحوّل من حلم دائم إلى واقع خلال الأشهر والسنوات القادمة) على حدّ تعبيره. ومن جهته، عبّر سعد الدين العثماني عن ترحيبه بفكرة انطلاق اتحاد المغرب العربي، وأكّد أن كافّة الشروط متوفّرة لإعطاء ديناميكية لإنشائه مادامت الإرادة السياسية موجودة عند جميع بلدان المغرب العربي واعتبر سنة 2012 (سنة اتحاد المغرب العربي)· هذا، ووصف الوزير مدلسي خلال حديثه علاقات الجزائر بشقيقتها المغرب بأنها تحمل طابعا استراتيجيا تميّزه الجدية لكنها رغم ذلك غير كافية، وأعرب عن الرّغبة الجزائرية في توسيع هذه العلاقات إلى كافّة أقطاب التعاون، مشيرا إلى (وجود آفاق تمكّن كلاّ من الجزائر والمغرب من تدعيم علاقتهما بالعمل المستمرّ من أجل تجسيد الإرادة السياسية في البلدين). وأشار الوزير في ردّه على تساؤل حول إمكانية فتح الحدود بين البلدين إلى أن الجانب الجزائري يسعى الآن إلى توفير شروط اندماج أكبر رغم الأهمّية التي تميّز مسألة الحدود بين البلدين· أمّا فيما يتعلّق بموضوع النّزاع في سوريا فقد أكّد مدلسي على التمسّك بالمخطّط العربي لحمل السلطة والمعارضة على إيجاد حلّ سوري يجمع كافّة الأطراف السورية دون استثناء، مشيرا إلى الدور الهام الذي تلعبه الجامعة العربية، حيث أكّد على أن حلّ هذا النّزاع سيكون في إطار جامعة الدول العربية· ومن جانبه، عبّر الوزير المغربي عن موقف بلاده الداعي إلى ضرورة وقف العنف في سوريا والحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها، والعمل في إطار المبادرة العربية لحلّ النّزاع ورفض التدخّل الأجنبي·