أشارت صحيفة (لوموند) الفرنسية المستقلة في عددها الصادر أمس الأحد إلى القلق حول مستقبل ليبيا بعد عام من اندلاع شرارة الثورة على نظام العقيد الراحل معمر القذافي وذلك بسبب الخلاف الحالي بين أعضاء المجلس الوطني الانتقالي في البلاد· وافتتحت الصحيفة تعليقها قائلة إن المجلس الوطني الانتقالي لم يفلح حتى الآن في إحكام سيطرته على البلاد في ظل الخلاف بين أعضاء المجلس في العاصمة طرابلس وفي ظل شعور أهالي مدينة بنغازي، مهد الثورة، ب(الخديعة)· وفي المقابل تحدثت الصحيفة عن (الصمت المؤلم) الذي التزمته فرنسا وحلفاؤها في ظل هذا الوضع غير المستقر مشيرة إلى أنهم (كالأمريكيين في العراق لم يعدّوا احتياطهم لمرحلة ما بعد الصراع)· ورأت الصحيفة أن الفرنسيين وفي مسعى منهم لتجنب أخطاء إدارة جورج بوش الابن في العراق، عهدت إلى الليبيين ببناء دولتهم· واختتمت الصحيفة تعليقها قائلة إنه على الرغم من أن هذا الموقف أمرٌ مفهوم لكن لا بد من التذكير بالمبادئ الأساسية والمثل التي من أجلها تدخلت الدول الغربية في ليبيا· إلى ذلك، قال قائد القوات المسلحة الليبية السبت إن ليبيا أرسلت قوات عسكرية لإنهاء الاشتباكات بين قبائل تتصارع للسيطرة على الأرض في الجنوب الشرقي للبلاد حيث وردت أنباء عن سقوط المزيد من القتلى· واندلعت الاشتباكات أواخر الأسبوع الماضي في مدينة الكفرة النائية واستمرت منذ ذلك الوقت مما يسلط الضوء على التحدي الذي يمثله ضبط الأمن في ليبيا الصحراوية الواسعة· وقالت القبائل إن عشرات الأشخاص قتلوا في الاشتباكات· ويجد المجلس الوطني الانتقالي صعوبة في بسط سيطرته على أنحاء البلاد مع تنازع الميليشيات المحلية والجماعات القبلية المتنافسة على النفوذ والموارد بعد الإطاحة بمعمر القذافي· وقال مسؤول أمني من قبيلة الزوي إن مسلحين محليين من القبيلة اشتبكوا مع مقاتلين من جماعة التبو العرقية بقيادة عيسى عبد المجيد الذي يتهمونه بمهاجمة الكفرة بدعم من مرتزقة من تشاد· لكن جماعة التبو قالت إنها هي التي تتعرض للهجوم· وفي مكالمة هاتفية للتلفزيون الليبي نفى يوسف المنقوش رئيس أركان القوات المسلحة الليبية أي وجود أجنبي في المنطقة وحث شيوخ الجانبين على الحوار· وفي رسالة نصية لرويترز قال عبد الباري إدريس المسؤول الأمني من قبيلة الزوي إن شخصين قتلا وأصيب سبعة في اشتباكات في المدينة السبت· وعلى صعيد منفصل قال إدريس إن الزوي أوقفوا عربتين فيهما رجال من تشاد·