قال قائد القوات المسلحة الليبية إن ليبيا أرسلت قوات عسكرية لإنهاء الاشتباكات بين قبائل تتصارع للسيطرة على الأرض في الجنوب الشرقي للبلاد، حيث وردت أنباء عن سقوط المزيد من القتلى. واندلعت الاشتباكات أواخر الأسبوع الماضي في مدينة الكفرة النائية واستمرت منذ ذلك الوقت مما يسلط الضوء على التحدي الذي يمثله ضبط الأمن في ليبيا الصحراوية الواسعة. وقالت القبائل إن عشرات الأشخاص قتلوا في الاشتباكات. ويجد المجلس الانتقالي صعوبة في بسط سيطرته على أنحاء البلاد مع تنازع الميليشيات المحلية والجماعات القبلية المتنافسة على النفوذ والموارد بعد الإطاحة بمعمر القذافي. وقال مسؤول أمني من قبيلة الزوي في تصريحات لوكالة “رويترز” إن مسلحين محليين من القبيلة اشتبكوا مع مقاتلين من جماعة التبو العرقية بقيادة عيسى عبد المجيد الذي يتهمونه بمهاجمة الكفرة بدعم من مرتزقة من تشاد، لكن جماعة التبو قالت إنها هي التي تتعرض للهجوم. وفي مكالمة هاتفية للتلفزيون الليبي نفى يوسف المنقوش رئيس اركان القوات المسلحة الليبية أي وجود أجنبي في المنطقة وحث شيوخ الجانبين على الحوار. وفي رسالة نصية، قال عبد الباري إدريس المسؤول الأمني من قبيلة الزوي إن شخصين قتلا وأصيب سبعة في اشتباكات في المدينة يوم السبت. كما أوضح المتحدث أن الزوي أوقفوا عربتين فيهما رجال من تشاد. وفي الأثناء، قال تلفزيون “بي بي سي” إن عددا من أعضاء الحكومات الليبية في عهد العقيد الراحل معمر القذافي المقيمين في الخارج؛ يعكفون الآن على التجمع في حركة سياسية جديدة تستهدف إحداث تغييرات جذرية في ليبيا. وفي رسالة تبدو حقيقية؛ قال أحد المسؤولين البارزين في عهد القذافي إن أعضاء تلك الحركة يرغبون في منع اندلاع حرب أهلية في البلاد. وحذر المسؤول من أن معظم رموز القيادة في ما أسماه “ليبيا الخضراء” يعكفون الآن على تشكيل حركة “الجبهة الوطنية الشعبية الليبية”. وقد طلب ذلك المسؤول عدم الكشف عن اسمه لحماية أقاربه المقيمين داخل ليبيا. وفي بيان نشر في كثير من مواقع الإنترنت؛ حذرت تلك الجماعة من أن “الموقف داخل ليبيا يتفاقم يوما بعد يوم”، مضيفا “هناك مايشبه التجاهل من وسائل الإعلام العالمية بالفظائع العديدة التي تحدث في ليبيا، ونحن نعيد تنظيم صفوفنا خارج ليبيا في حركة سياسية شاملة تجمع الليبيين المدركين للحقيقة البشعة لما يحدث في ليبيا. من ناحية أخرى، قالت تقارير إن تأسيس حركة سياسية في ليبيا يبدو أمرا صعبا نظرا لحقيقة موت القذافي واعتقال نجله الأشهر سيف الإسلام داخل ليبيا. وكان الساعدي، وهو النجل الآخر للقذافي والذي يعيش منفيا في النيجر، حذر مما قال إنه ثورة وشيكة في ليبيا، موضحا أن الوضع الداخلي في ليبيا “يتدهور”، وذلك في تصريح يتزامن مع احتفالات ليبيا بالذكرى الأولى لقيام ثورتها التي أسقطت حكم القذافي بعد حرب دامية.