يبلغ هوس الرشاقة والبحث عن الجمال، لدى بعض السيدات والفتيات حدا لا يمكن وصفه يدفعهن إلى تجريب كل شيء وأي شيء، ومن ذلك على سبيل المثال تجريب مختلف أنواع الأدوية والخلطات العشبية، التي تكون في الغالب الأكثر طلبا من طرفهن، نظرا لانخفاض قيمتها مقارنة بالأدوية التي تعتبر تكاليفها باهظة للغاية، والغريب أيضا، أن البعض منهن، يلجأن إلى الأنترنت بحثا عن فوائد الكثير من الأعشاب والمواد، ثم بناء وصفتهن الخاصة انطلاقا من ذلك، فيضعن أنفسهن بذلك أمام أخطار أكبر بكثير من الأخطار التي يمكن أن تنتج عن ترويج خلطات وأعشاب غير مرخصة ومجهولة المصدر، نجدها لدى بعض محلات بيع الأعشاب الطبية أو على الأرصفة· يؤكد الكثير من الخبراء والمتخصصين أن الأعشاب الطبية خيار علاجي، بشرط أن يتم استخدامها بالشكل الصحيح ووفق توجيهات مهنية وطبية، وتحت إشراف طبي مباشر· فالأدوية العشبية مثلها مثل الأدوية الكيميائية الحديثة، وتحتوي على مواد فعالة ومؤثرة، وهي تصنف إلى ثلاثة أقسام أولها الآمنة التي شاع استعمالها منذ قرون ولا تحتوي على السُميّة وينصح باستعمالها لمعالجة المشاكل الصحية العارضة مثل اليانسون للمشاكل الهضمية والميرمية للمغص، وثانيها الأعشاب غير الشائعة في بلادنا ويستخدمها العطارون حسب خبراتهم، أما القسم الثالث فهي الأعشاب التي تحتوي سمية وتخضع لقوانين الأدوية الكيميائية ولا يجوز للمريض استعمالها بأي صورة من الصور إلا بشكلها الصيدلاني المرخص له بعد وصفها من قبل الطبيب· وتعتقد كثيرات في رحلة بحثهن عن الأعشاب الخاصة بالنحافة على سبيل المثال، أن خلطها أكثر من عشبة واحدة في هذا الإطار في مشروب واحد على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي إلى نتائج أسرع وأسهل وأضمن، غير مدركات لما يمكن أن تحتويه هذه الأعشاب من خصائص وتأثيرات ببعضها البعض، ويمكن أن تسبب لهن مضاعفات خطيرة للغاية كالنزيف والالتهابات ومشاكل في الجهاز الهضمي وبعض الحساسيات الجلدية، وحتى تداعيات صحية خطرة ومعقدة على المدى البعيد، ولذلك ينبغي التذكير والتنبيه دائما، إلى أن الأعشاب الطبيعية والطبية، ليست آمنة دائما، بل مثلها مثل الأدوية الكيماوية الأخرى، لكل منها خصائصها التي تنفرد بها، ويمكنها أن تؤثر أو تتأثر بأنواع أخرى من هذه الأعشاب، أو حتى بالأدوية الحديثة ما يتطلب ضرورة التحسيس ورفع درجات الوعي والانتباه بين الباحثات عن الرشاقة والجمال والصحة، بين المواقع الإلكترونية والمنتديات· وكشفت دراسات طبية حديثة، أن 10% فقط من استخدامات الأعشاب الطبية آمنة، في حين أن 90% منها تهدد صحة الإنسان، حيث أوضح المختصون أن الاستخدام غير الآمن للأعشاب سببه ممارسات بعض العطارين وأيضا جهل بعض الأشخاص بمركبات الأعشاب وتفاعلاتها مع غيرها·