يعيش القاطنون بالحي الفوضوي جيلالي سعيد بالرغاية وضعية جد مزرية في خيم شيدوها داخل الملعب المتواجد بالمنطقة، بعد أن تم طردهم من السكنات التي كانوا يستأجرونها بالقرب من هذا الحي، بهدف تهيئة مصالح البلدية للطريق المحاذي لها، دون أن تقوم ذات السلطات بالتكفل بهم. عبر مواطنوا ذات الحي بالرغاية ل«السياسي» عن مدى المعاناة التي عاشوها سابقا بالحي الفوضوي الذي كانوا يقطنونه، وهو ما أكدته لنا إحدى القاطنات به قائلة: «لقد كنا نقطن في بيوت قصديرية نقوم باستئجارها من إحدى السيدات، غير أن حاجة سلطات البلدية إلى الأرضية في إطار مشروع توسعة الطريق دفعت بهذه الأخيرة إلى طردنا ليلا فوجدنا أنفسنا نبيت في العراء»، وأضافت في ذات السياق: «بالرغم من أنه قد تمت معاينتنا من قبل رئيس البلدية ونائبه الأول، إلا أن لا شيء تغير إلى حد الساعة»، وما زاد من تذمر واستياء السكان أنهم اخرجوا من سكناتهم لكن المشروع لم يتم استكماله، بل توقف بمجرد انطلاق أشغال الحفر فقط. أكدت العائلات ال5 أن سوء أحوال الطقس والاضطرابات الجوية التي شهدتها معظم المناطق منذ حوالي 15 يوم إلى انهيار خيمة إحدى الساكنات بالحي ليلا، ما أدى إلى تدخل المواطنين لنجدتها والاتصال بمصالح الحماية المدنية، إلا أن هذه الأخيرة رفضت التدخل بحجة أن حي جيلالي سعيد لا يتبع فرعهم حيث طالبوهم بالاتصال بفرع حي الجعفري، وهو ما عمل على تلاحم جهود الجيران ومحاولة ترميم الخيمة المنهارة دون انتظار أي مساعدة، حيث أشاروا أنهم جد متضررين من انعدام أدنى الضروريات فلا ماء ولا كهرباء، خاصة في ظل رداءة الأحوال الجوية وتهاطل الثلوج في الأيام القليلة الماضية، أين يلجؤون إلى استغلال مياه الأمطار والثلوج من اجل غسل الملابس والقيام بمختلف الأشغال المنزلية، في حين يقصدون الجيران للتزود بالمياه الصالحة للشرب ودخول الحمام، أما بالنسبة للكهرباء فقد أكدوا أنهم يبيتون على أضواء الشموع. ومن جهة أخرى أثر هذا الوضع بشكل كبير على نفسية وصحة الأطفال، حيث أكدت لنا إحدى الأمهات أنها باتت تخشى على أبنائها من الخطر المحدق بهم، وأضافت أنها لا تستطيع إغماض جفنها ليلا، فهاجس انهيار الخيمة يراودها دوما، أما أبنائهم المتمدرسين فقد تدهورت وضعيتهم الدراسية وهو ما أشار إليه أحد التلاميذ مؤكدا انه لا يستطيع التركيز في القسم، كما أنه مجبر على أداء فروضه المنزلية إما وقت استراحة الغداء أو في المدرسة، بسبب غياب الكهرباء وإلا فسيكون مجبرا على الدراسة تحت ضوء الشموع، إضافة إلى الحالة الصحية المزرية التي يعاني منها جل العائلات خاصة الأطفال، من الأمراض المزمنة الصدرية وأمراض الحساسية التي أرهقت جيوب هؤلاء السكان الفقراء جراء مصاريف العلاج والأدوية الناهضة، في غياب أدنى شروط النظافة بسبب عدم تواجد دورات المياه والحمامات الأمر الذي يدفع بهم إلى اللجوء لدى بعض الجيران. وعلى هذا الأساس، رفع السكان المقيمون بحي جيلالي سعيد الفوضوي، مطلبهم إلى سلطات البلدية بهدف انتشالهم من الوضعية المزرية التي يعيشون بها في الخلاء، على اعتبار أن جلهم يقطنون بالبلدية منذ حوالي سبعة سنوات، هذا إضافة إلى إيداعهم لملفات السكن الاجتماعي على مستوى الدائرة الإدارية بالرويبة بغرض الاستفادة من السكنات الاجتماعية.