انتهى التنافس حول اختيار أفضل وصف لليونيل ميسي. لم تعد هناك صفات، خاصّة بعد أن أصبح (سيّد كرة القدم) مستهلكا مع كثرة تكراره· ولا تتوقّف إبداعات ميسي أفضل لاعبي العالم في الأعوام الثلاثة الأخيرة مع برشلونة، والتي كان آخرها إحرازه خمسة أهداف الأربعاء الماضي في الفوز الكاسح الذي حقّقه الفريق على ضيفه باير ليفركوزن الألماني (7-1) في إيّاب دور الستّة عشر لدوري أبطال أوروبا· يظهر الانطباع حول نفاد الصفات المناسبة لوصف اللاّعب الفذّ من استعراض سريع لأهمّ عناوين وسائل الإعلام في ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وإنجلترا والبرتغال، وكذلك في أمريكا اللاّتينية· أسطورة، تاريخ، لاعب خمس نجوم، إعجازي، من كوكب آخر، سيّد كرة القدم، جلالته، كلّها صفات قيلت في مناسبات أخرى، منها يوم أحرز أربعة أهداف (سوبر هاتريك) في مرمى آرسنال الإنجليزي، أو عندما قاد الكتيبة الكتالونية إلى الفوز على ريال مدريد (2-6) في قلب ملعب (سانتياغو برنابيو) موسم 2008-2009· في إيطاليا، جاء عنوان صحيفة (كورييري ديللو سبورت): (ميسي، خمسة أهداف لأسطورة)، بينما تحدّثت (لاغازيتا ديللو سبورت) عن (ضربة اليد) في إشارة إلى عدد الأصابع، مضيفة (خمسة أهداف.. خمس جواهر)، معتبرة أنه لا يوجد من ينافسه على لقب الأفضل في العالم· أمّا في فرنسا فاختارت (ليكيب) عنوان (ميسي، ميسي، ميسي، ميسي، ميسي) الذي وصفته داخل المقال بأنه (إعجازي)، مشيرة إلى أن (النّادي الكتالوني عندما يلعب بهذا الشكل وعندما يتألّق ميسي ويحول كلّ كرة تصله إلى هدف تبدو المباراة أقرب إلى أحد عروض السيرك منها إلى لقاء في كرة القدم). وفي إنجلترا وصفت صحيفة (ديلي ميرور) اللاّعب بأنه (ميسي خمس نجوم قادم من كوكب آخر)، معتبرة أن ما أظهره في لقاء باير جعل الأرجنتيني يتفوّق على الأسطورتين مارادونا وبيليه، ليبقى هو الأفضل في التاريخ· وكتبت صحيفة (بيلد) الألمانية، الأوسع انتشارا في أوروبا، في عنوانها أمس (سيّد كرة القدم هو ميسي)، معتبرة أن (أهدافه الخمسة تركت ليفركوزن محلّ سخرية)، كما أضافت (خمسة أهداف! رقم قياسي في بطولة كبرى· استهزاء من سيّد كرة القدم وكارثة لليفركوزن ومتعة لأيّ مشجّع للكرة)· أمّا صحيفة (كيكر) الرياضية فبدورها اختارت عنوان (ميسي يحطّم باير وحده)، معتبرة أن الأرجنتيني هو (قيصر الكرة) القادر على (مزج أقصى درجات السرعة بأعلى درجات المهارة والعبقرية، إنه فريد وببساطة استثنائي)· وكتبت (موندو ديبورتيفو) تقول إن أسطورة ميسي (لا نهاية لها)، بينما شدّدت (سبورت) على (إننا بكلّ تأكيد أمام أفضل لاعب وطأ بقدميه ملعبا لكرة القدم)· وحتى صحيفتا (ماركا) و(أس) المدريديتان أثنتا على ميسي، فجاء عنوان الأخيرة (يد ميسي)، معتبرة أن 75 ألف و632 متفرّج حضروا مباراة الأربعاء في ملعب (كامب نو) كانوا من المحظوظين لأنهم شاهدوا عرض الأرجنتيني مباشرة· أمّا (ماركا) التي جاء عنوانها (الجميع تحت قدميك يا ميسي)، فقالت (إنه ميسي، جلالته، الحديث عن بطولاته شرف، الحديث عن بطولات أفضل لاعب في التاريخ)· وفي الأرجنتين جاء عنوان صحيفة (أوليه): (يا إلهي، ليّو)، موضّحة أن (هذا العملاق الصغير) صنع تاريخا من جديد، في الوقت الذي أبرزت فيها (كلارين): (الآن يحرز بالخمسة)· وذكرت كلّ تلك الصحف والمواقع تقريبا الإنجازات التي تحقّقت للاّعب الكتالوني: أوّل من يسجّل خمسة أهداف في مباراة واحدة في دوري الأبطال عادل بها رقم 49 للأسطورة ألفريدو دي ستيفانو في البطولات القارّية ورفعت رصيده إلى 228 هدفا ليبقى على بعد سبعة أهداف فقط من إزاحة سيزار رودريغيز عن عرشه كأفضل هدّاف في تاريخ البارصا على مستوى المباريات الرّسمية· لكن ما شدّد الجميع على ذكره هو أن ميسي فعل كلّ ذلك في الرّابعة والعشرين من عمره فحسب، في إشارة ضمنية إلى توقّعهم أن الأفضل لم يأت بعد·