تعرف مصلحة طب النساء إبراهيم غرافة بباب الوادي حالة تدهور كبيرة، خاصة من ناحية ظروف استقبال المريضات، حيث اشتكت العديد من النساء من الحالة المزرية التي يعشنها خلال زيارتهن لهذه المصلحة التي تحتاج التدخل العاجل من طرف مديرية الصحة من أجل إنقاذ المرضى من هذه الوضعية· وجهت العديد من النساء اللواتي التقينا بهن في مصلحة طب النساء في باب الوادي، نداء استغاثة إلى المصالح المعنية بوجوب إجراء عملية رقابة على ظروف استقبال ومعاينة المريضات في هذه المصلحة، فأغلب المريضات اشتكين من عدم توفر أطباء بشكل كاف بمصلحة المعاينة، فهن يجبرن على الانتظار لساعات طويلة من أجل الدخول إلى غرفة الكشف رغم أنه يكن في غالب الأحيان في حالات مستعجلة كحالات الولادة أو الإجهاض أو بعض الأمراض الأخرى الخاصة بالنساء، فلا يشفع لحالتهن إلا وساطة بعض معارفهن من الموظفين وإلا فإن عليهن الانتظار في طوابير عريضة داخل قاعة تفتقر إلى كل عوامل النظافة والراحة، فالأوساخ في كل مكان والمقاعد معظمها مكسر·· أما قاعة المعاينة والكشف فحدث ولا حرج، فحسب بعض النساء اللواتي خضعن للكشف في هذه القاعة أكدن لنا بأن السرير الذي تتم فيه المعاينة متسخ للغاية ولا يوجد عليه أي غطاء حتى جلدي، حتى أنه في بعض الحالات يستعان ببعض الورق لوضعه فوق هذا السرير، وهذا ما يعرض المريضات لخطر الإصابة بالعدوى بعدة أمراض قد تكون خطيرة في بعض الأحيان·· وهذا عن ظروف المعاينة التي يتم فيها الكشف عن مريضتين في الوقت ذاته نظرا للضغط الكبير التي تشهده هذه المصلحة بالإضافة إلى النقص الكبير في الطاقم الطبي·· ومن جهة أخرى فإن هذه المصلحة التي تغطي تقريبا كل باب الوادي والمناطق المجاورة لا يمكنها استقبال كل المريضات المتوافدات عليها بصفة يومية في غرف المصلحة التي لا تستوعب هذا الكم الهائل، وبالتالي فإنها تقوم بالكشف والمعاينة ثم ترد من حالتها تستطيع الانتظار، وهذا ما يحدث مع النساء الحوامل اللواتي يكن على وشك الولادة واللاتي تعانين كثيرا في حالة عدم وجود أماكن شاغرة في هذه المصلحة، والأخطر هو ما حصل مع حالة امرأة كانت تواجه الإجهاض وبعد الانتظار لساعات طويلة قالوا لها عند الكشف إن عليها الرجوع إلى بيتها فحالتها ليست خطيرة، وخلال طريق العودة أجهضت هذه المرأة في الشارع ولولا رحمة الله بها كما تقول لهلكت بسبب الإهمال الذي تعرضت له من طرف هذه المصلحة·· وللإشارة فإن هذه نقاط قليلة من مستنقع كبير تغرق فيه مصلحة التوليد بباب الوادي وليست الوحيدة بالعاصمة، فأغلب مصلحات التوليد بمستشفيات العاصمة تعرف نفس الوضعية الكارثية، فالنساء يلدن في ظروف جد مزرية لانعدام أبسط الظروف من نظافة وأكل جيد، وحتى تكفل من طرف الممرضات، فلقد أصبح عسيرا على المرأة الجزائرية أن تلد في ظروف طبيعية دون أن يتدخل أحد معارفها للتوسط لدى المسؤولين على مصلحات التوليد لتستفيد من تكفل جيد، فالمرأة في الوقت الحالي تترحم على العهد القديم أين كنت تلد في بيتها على أيدي قابلة متخصصة في توليد كل نساء المنطقة، فالمستشفيات وخاصة مصلحات التوليد لم تعد تؤدي دورها الأساسي في حماية المرأة من أي خطر على صحتها وجنينها بل أصبحت في الوقت الحالي تصلح لأي شيء إلا لتسهيل عملية التوليد على المرأة الجزائرية·