يلقى جناح حرفية مختصة في نجارة فنية إقبالا واسعا من طرف زوار معرض المرأة الماكثة بالبيت الذي تحتضنه منذ 4 مارس قاعة الحفلات (جواد نور الدين) بمدينة سوق أهراس بمبادرة من مديرية التكوين المهني· فخلاف ما يلاحظه المتجول عبر أجنحة هذه التظاهرة من نشاطات المرأة الماكثة بالبيت المتمثلة في مجالات الطرز واللباس التقليدي والحلويات التقليدية والعصرية تتميز هذه الحرفية التي استطاعت بموهبتها وما كسبته أناملها من إبداع باقتحامها حرفة النجارة الفنية التي كثيرا ما تكون من اختصاص الرجال· وقالت هذه الحرفية السيدة العطرة مرابطي التي تحصلت على محل ذي طابع مهني بأنها (اقتحمت عالم هذه الحرفة الفنية من بابه الواسع متحدية كل العراقيل وحتى نظرة المجتمع التي كثيرا ما كانت عائقا وراء ممارستها هذه الحرفة التي كانت فيما مضى تقتصر حصريا على الرجال)· وتمكنت ذات الحرفية الحائزة على شهادة المهارة المهنية من المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني لسوق أهراس العام 2007 من توسيع مجالات نشاطها خاصة بعد حصولها على قرض من فرع الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ليشمل النحت والنقش على الخشب وتغليف الكراسي بالجلد وكل أنواع الأقمشة· وعلى الرغم من جودة وجاذبية ونوعية منتجاتها إلا أن هذه الحرفية أوضحت بأنها (تلاقي عوائق عدة تتمثل أساسا في عدم قدرتها على تسويق ما تبدع في إنتاجه من لوازم خشبية فنية على غرار أثاث منزلي من طاولات صغيرة وخزائن وعلب لوضع المجوهرات وطاولات الهاتف الصغيرة والجميلة وإطارات صور للتعليق على الحائط)· وأبرزت باقي أجنحة هذه التظاهرة ما أبدعته أنامل نساء ماكثات بالبيت في مجالات الطرز والرسم على القماش واللباس التقليدي وصناعة الحلويات التقليدية والعصرية والأواني الفخارية· ودعت عديد العارضات إلى ضرورة (توفير المادة الأولية من أنواع جيدة للأقمشة ولوازم الخياطة)، كما أشرن بالمناسبة إلى (غياب التنسيق في شراء واختيار المادة الأولية على مستوى مراكز التكوين المهني)· وطالبت أخريات بضرورة (تدعيم الاستهلاك المحلي لمنتجات الألبسة) مقابل (تقليص استيراد الألبسة الجاهزة من عديد الدول التي غزت السوق الوطنية) وهو ما سيفتح المجال واسعا لضمان تسويق منتجاتهن ذات الجودة والنوعية العالية حسبما أضفن· للإشارة أبرزت أرقام مديرية التكوين المهني بالولاية أن النساء الماكثات بالبيت والفتيات الريفيات يقبلن بكثرة على مراكز التكوين المهني والتمهين لاكتساب مهارات في الصناعة التقليدية والحرف، حيث وصل عددهن إلى 550 امرأة ماكثة بالبيت فضلا عن تخصيص 225 منصب تكوين موجه للمرأة بالوسط الريفي وذلك خلال دورة فيفري الأخيرة·