برمجت أمس محكمة جنايات العاصمة ملف (جرمان كمال) المكنّى (أبو عبد الجليل) الذراع الأيمن ل (عماري صايفي) وأحد المخطّطين لعملية اختطاف السيّاح الألمان من الصحراء الجزائرية سنة 2003، وهذا لمواجهة جناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلّحة غرضها بثّ الرّعب في أوساط السكان وخلق جوّ انعدام الأمن من خلال الاعتداء الجسدي والمعنوي على الأشخاص، حيث من المنتظر أن تكشف جلسة المحاكمة عن الكثير من التفاصيل· محاكمة المتّهم جاءت بعد سلسلة من التأجيلات بسبب تمسّك هذا الأخير بحضور عبد الرزّاق البارا كشاهد في الملف باعتباره المتّهم الرئيس، والذي يتواجد حاليا حسب ما أدلى به مؤخّرا النّائب العام بمجلس قضاء الجزائر في سجن (سركاجي) بالعاصمة. ويشير الملف القضائي للمتّهم إلى أنه تورّط في عدّة عمليات إرهابية أهمّها المشاركة في اختطاف سيّاح من جنسيتين ألمانية وسويسرية سنة 2003 من الصحراء الجزائرية واغتيال عدد من عناصر الأمن والجيش، إلى جانب أنه كان شاهدا على الانشقاق الذي حدث بين (الجيا) والجبهة الإسلامية للإنقاذ وحاضرا في اجتماع تاغدة بباتنة سنة 1998 الذي كان بمثابة ميلاد تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال المسلّح، حيث اعترف في محاضر الضبطية القضائية بأن نشاطه الإرهابي انطلق سنة 1993 عندما التحق بمجموعة إرهابية تنشط بمدينة أمّ البواقي، والتي كان يقودها أميرها (الحاج لخضر قواز) وتمّ تسليحه ببندقية صيد، كما كلّف رفقة بقّية العناصر الإرهابية بجمع الأموال والأسلحة من السكان، كما شارك في حرق وتخريب عدد من المؤسسات العمومية من بينها ابتدائية ببلدية عين الكرشة ومقرّ بلدية بوغرارة. ليضيف (أبو عبد الجليل) في محضر تصريحاته أنه أقام سنة 1994 بقيادة (الشيخ مسلم) على مستوى مدينة عين البيضاء حاجزا مزيّفا وقتل أشخاصا دون التأكّد من هوياتهم، وأن الضحايا يبدو أنهم عسكريون، كما قام بالقبض على شرطيين من الأمن الوطني، وأنه بقي على نفس الوتيرة لنشاطه الإرهابي إلى غاية 1997 أين التحق مع بعض العناصر الإرهابية بكتيبة الفتح المرابطة بجبال (الدوكان) بولاية تبسة، والتي كان يقودها الإرهابي (جمال زيتوني) أمير وطني و(أبو بصير المولدي) أمير المنطقة، وهذا بناء على طلب تحويله لعدم موافقته على تعيين حيدر قائد عسكري. وخلال فترة انشقاق لجماعات الإرهابية التي كانت تنشط في الجبل الأبيض شارك المتّهم في سلب 30 رأس ماشية وقتل الرّاعي، وفي نهاية 1998 انعقد اجتماع تاغدة بباتنة بهدف إنشاء التنظيم الإرهابي المسمّى الجماعة السلفية للدعوة والقتال وتنصيب أميرها (أبو مصعب) و(عكاشة البارا) كضابط عسكري و(أبو البراء) ضابط أيضا والإرهابي (حسان حطّاب) الأمير الوطني، مضيفا أنه وإثر اجتماع 1999 تقرّر إدماج كتيبة الفتح ضمن التنظيم السلفية للدعوة والقتال· وفي نفس الفترة انضمّ البارا إلى الكتيبة وشارك معها في نصب عدّة كمائن كان أوّله في تبسة أين تمّ اغتيال 7 أفراد من الجيش الشعبي الوطني، والثاني بجبل الجرف حيث تمّ القضاء على عناصر من الدفاع الذاتي والاستحواذ على أسلحتهم ومدّخراتهم، والثالث ببئر العاتر تمّ اغتيال 11 فردا من الحرس البلدي، وامتدّ نشاطه الإرهابي إلى سنة 2004 عندما ألقت القوّات التشادية القبض عليه وسلّمته لنظيرتها اللّيبية التي قامت بإرساله إلى الجزائر، ومنذ ذلك الوقت وهو يقبع في السجن دون محاكمة·