أحيت مدينة العمارية 40 كلم جنوب شرق عاصمة المدية، أمس الأول الذكرى 51 لاستشهاد العقيد سي الطيب الجغلالي الذي سقط في ميدان الشرف في التاسع والعشرين من سنة 1959. المناسبة كانت فرصة لالتقاء بعض رفقاء الشهيد من المجاهدين الذين عاشوا معه بطولات الثورة التحريرية، حيث تم عرض بعض الصور النادرة للشهيد أثناء كفاحه عبر مختلف مدن الجزائر بالولاية الرابعة التاريخية على وجه الخصوص، وإلقاء محاضرات حول كفاحه ضد المستعمر، وتعتبر المناسبة حسب من حضروا اللقاء فرصة لالتقاء رفقاء السلاح لتذكر الشهيد وفرصة لتدوين ما تبقى من شهادات حول حرب التحرير المباركة خصوصا في بعض النقاط الحرجة، خصوصا وأنه لم يتم إحياء هذه الذكرى إلا في السنوات الأخيرة أي منذ 2007 بمسقط رأسه لأسباب تبقى مجهولة، حيث تشير بعض المصادر أن رحيل "سي الطيب الجغلالي" كان سببه معارضة بعض الأشخاص لتعيينه على رأس الولاية السادسة التاريخية. للإشارة فقد ولد سنة "سي الطيب بو قاسمي" المدعو "الجغلالي" سنة 1916 ببلدية العمارية ولاية المدية، من عائلة فلاحية متوسطة الحال، حفظ القرآن الكريم وتلقى تعليما ابتدائيا بمسقط رأسه. التحق مبكرا بصفوف الحركة الوطنية أين تكلف بمهمة تنظيم الخلايا النضالية بمنطقته، وظل على هذه الحال إلى أن اكتشفت السلطات الاستعمارية أمره فسجنته ثم نفته لمدة أربع سنوات خارج منطقته فاستغل هذا النفي ليتنقل في سهول متيجة وقرى و مدن المدية والبليدة لنشر الأفكار الثورية. عند اندلاع الثورة التحريرية في نوفمبر 1954 كان من الأوائل الذين لبوا النداء وتكفل بالإمداد العسكري كجمع الأسلحة وبناء المخابئ وجمع الأموال. سنة 1957 عين مسؤول منطقة بالولاية الرابعة وبعد زيارته إلى تونس سنة 1958 رقي إلى رتبة عقيد وأسندت إليه قيادة الولاية السادسة بعد إستشهاد العقيد سي الحواس، واستطاع العودة مع أكثر من مائتي جندي وضابط وبعد أن اخترق خطي موريس وشال والتحق بالولاية الرابعة.