لم تجد بعض الفتيات المتخرجات منذ سنوات في الجامعة من حل يخرجهن من قوقعة البطالة إلا بالالتجاء إلى فكرة الاحتراف في مهن يدوية بعد تيقنهن من عدم نفع الشهادات في كسبهن مهنا خاصة، والتحقن بمراكز التكوين المهني المختصة في تقديم دروس في الحلاقة والخياطة والطرز والتفصيل، خاصة وأن تلك الحرف سوف تبني لهن طموحات في إنشاء مؤسسات صغيرة بدل الاعتماد على تلك الشهادات التي لا تسمن ولا تغني من جوع في الوقت الحالي في ظل تقلص الوظائف الإدارية· لم تعد مراكز التكوين المهني تستقبل فقط الماكثات بالبيوت من محدودات المستوى بل اقتحمتها مؤخرا حتى المتعلمات الحاملات لشهادات عليا في مختلف التخصصات لمزاولة بعض الحرف وتعلمها علها تفتح لهم الأفق في احتراف مهن جديدة بعد أن فشلت الشهادة في تحقيق طموحهن في ظل تقلص وقلة فرص العمل، بل حتى منهن من تعلمت حرفة زاولتها بالمنزل لمجابهة ظروف الحياة ومطالبها الصعبة بدل الاتكال على الشهادة العلمية التي أصبحت في الوقت الحالي عاجزة عن تحقيق طموح وأهداف المرء في الحياة· اقتربنا من بعض المتربصات على مستوى مركز نادي الشباب بالمرادية فحكين على تجاربهن بالمركز، ووجدن منهن حتى المتعلمات في فروع مختلفة رفضن وضع أياديهن على خدودهن وانتظار الفرج بل سرن لمواجهة عراك الحياة ورحن إلى التربص في ميادين مختلفة كالطبخ والحلويات والخياطة والتفصيل وديكور الزهور إلى غيرها من الفروع الأخرى المتعلقة بالمرأة والمطلوبة جدا في الوقت الحالي، وما أجمعن عليه أنه وجب أن تكون المرأة كاملة من جميع النواحي، فلا يعني أبدا حملها لشهادة ما الاستغناء عن بعض الحرف الأنثوية المنبثقة من طبيعة المرأة· ما وضحته إلهام محامية قالت إن استكمال سنوات دراستها لم يجعلها تفلح في كسب وظيفة قارة، وبعد أن ملت من البيت والفراغ فكرت في تعلم حرفة يدوية قد تجدها يوما، واختارت النشاط الأكثر طلبا في الوقت الحالي وهو نشاط الحلويات وهي الآن في عامها الثاني، وبدأت مشروعا بعد حصولها على قرض مصغر وهي تعكف على فتح محل في التخصص خاصة وأن طموحها كبير في الوصول والمثابرة حتى يتحقق حلمها· أما وهيبة فروخي ليسانس في العلوم التجارية فقالت إنها اختارت فنون الخياطة والتفصيل بعد أن مكثت في البيت ثلاث سنوات وهي تقابل تلك الشهادة التي زادت من يأسها ففكرت في التربص في حرفة يدوية واختارت الخياطة الرفيعة المطلوبة هي الأخرى خاصة من طرف العرائس، وهي تهدف إلى الاستمرار في المشروع بفتح ورشة خياطة خاصة وأن القروض المصغرة تحتاج إلى إثبات كفاءة في ميدان ما وتطمح بعد استكمال تربصها في طلب قرض مصغر لاستكمال طموحها خاصة وأنها رأت أن الشهادة ستساعدها أكثر في فهم الأمور الإدارية وبذلك ستضرب عصفورين بحجر واحد· وبذلك تحولت الكثير من الجامعيات والفتيات المتعلمات إلى ميدان التربص ورأينه أنه يفتح لهن المجال واسعا في التخطيط لمشاريع مستقبلية خاصة وأن الحرف اليدوية صارت الأكثر طلبا·