وجهت أكثر من 200 عائلة بالحي القصديري بوسكون ببوزريعة نداء استغاثة إلى وزير السكن من أجل إنقاذهم من الموت الأكيد الذي يقترب كل يوم منهم، بعد أن تهدمت معظم بيوتهم خلال الاضطرابات الجوية التي عصفت بالعاصمة خلال الأيام القليلة الماضية·· وحسب أحد السكان بهذا الحي فإن أكثر من 42 عائلة وجدت نفسها بالعراء بعد أن تعرضت بيوتها إلى الانهيار الكامل خلال اليومين الماضيين، فبعد أن تواصل سقوط الأمطار الطوفانية والرعدية لأكثر من 48 ساعة بالعاصمة، وقع انجراف خطير للتربة بهذه المنطقة المرتفعة والتي نتج على إثرها تهدم هذه البيوت التي كانت من قبل متهدمة جزئيا، بسبب هشاشتها من جهة ومن جهة أخرى وقوعها في منطقة خطيرة، مع تواصل تساقط الأمطار خاصة في الشهر الماضي، ورغم كل النداءات والمراسلات التي قام بها سكان هذا الموقع القصديري إلى كل من مصالح البلدية والدائرة وحتى الولاية، إلا أن كل هذه الأساليب لم تلق أية استجابة من السلطات المحلية، فتركت أكثر من 200 عائلة بهذا الحي في مواجهة الطبيعة والعيش مع الموت لأكثر من 25 سنة في ظروف أقل ما يقال عنها إنها كارثية، فالأمراض الخطيرة تفتك بأطفال الحي والمشاكل والخلافات العائلية تطارد الأزواج، فالكثير من العائلات في هذا الحي مهددة بالطلاق بسبب انعدام السكن والظروف السيئة التي يتخبط فيها أبناء الحي، فلا تعد ولا تحصى الآفات الاجتماعية التي تفتك بسكان حي بوسكون الغائبين عن مشاريع السكن و التنمية المحلية لكل من البلدية والدائرة لأكثر من عشرين سنة·· وحسب هؤلاء السكان فإن مصالح الحماية المدنية التي تدخلت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من العائلات في هذا الحي من الموت، اندهشت من الوضع الخطير الذي تعيش وسطه هذه العائلات، بل إن الأمر يزداد سوءا يوميا بتواصل تساقط الأمطار وانعدام المخرج من الحي الذي تحول إلى مستنقع مع انزلاق طريق الحي المنحدرة والتي قد تؤدي إلى كارثة حقيقية لذا فإن العائلات بهذا الحي عزفت عن الخروج من بيوتها خوفا من موت في هذه المنحدرات، مفضلة الموت في بيوت نصفها متهدم، أما العائلات المنكوبة فلقد رممت أكواخها ببعض الوسائل البسيطة، في انتظار فرج أو موت ربما سيدق الأبواب أو يدخل من الأسقف والنوافذ ليفتك مما تبقى من أمل في تدخل السلطات المحلية ووزارة السكن لتجنب وقوع مجزرة تروح ضحيتها أكثر من 200 عائلة بحي بوسكون في بوزريعة··