لازالت حمى الأسعار تكوي جيوب المواطن الجزائري البسيط من البطاطا التي تجاوز سعرها 120 دج، والطماطم التي وصلت إلى حدود 150 دج، هذا بالنسبة للخضر، أما الفواكه، فهي لمن استطاع إليها سبيلا· وإن كنا لا نتحدث عن اللحوم بنوعيها، البيضاء والحمراء، فارتفاع أسعارها أمر مسلم به، حيث أسعار الدجاج على سبيل المثال، في مستوى 250 دج، و الحمراء، بين 750 الى 800 دج، بالنسبة للغنمي و690 دج للبقري، فإن بعض مشتقاتهما، لاسيما مشتقات الدجاج المتمثل في الكبد ولواحقها، قد صنعت الحدث بدورها، هذه الأخيرة، التي لم يكن سعرها يتجاوز في أحسن الأحوال، 100 دج، بلغت في الأيام الأخيرة سقف 600 دج، بالنسبة لكبد الدجاج، أما الديك الرومي، فوصلت إلى 800 دج، وعلى القارىء أن يذكر نفسه أن الحديث هو عن كبد الدجاج وليس عن غيره من أنواع اللحوم الأخرى· وغالبا ما كان المواطن الجزائري البسيط، والعائلات محدودة الدخل، تلجأ إلى هذه الأحشاء، كنوع من التعويض عن اللحوم، إضافة إلى أنها تعتبر من المشتقات المطلوبة بشدة من طرف بعض المرضى، خاصة مرضى فقر الدم، الذين ينصحون بتناولها دائما، لغناها، ببعض العناصر الهامة· في هذا الإطار، قالت إحدى السيدات، التي وقفت أمام محل لبيع الدجاج والبيض، بالسوق المغطى لباش جراح، وهي مستغربة ومندهشة من هذا الارتفاع الجنوني في أسعار أحشاء الدجاج، إنه أمر غريب للغاية، ولم تتوقع مطلقا أن يصل لهيب الأسعار إلى مواد، كان كثير من المواطنين، يستصغرونها، ويستقلونها، ولا يلتفتون إليها اطلاقا، حتى صارت، هي من تدير إليهم ظهورها، وأبعد ما تكون عن جيوبهم، وأضافت ساخرة، أنه بعد ارتفاع أسعار اللحوم والخضر وعلى رأسها البطاطا، إلى جانب الحبوب الجافة، فعلى الجزائريين، منذ الآن، اللجوء إلى الفيتامينات والمقويات، أو حتى محلول الأملاح المعدنية المقدم للمرضى في المستشفيات، فقط للبقاء على قيد الحياة، وحتى البيض، وصل سعر الحبة منه إلى 12 دج، حتى أن إحدى العجائز، استغربت السعر، قائلة إن الدجاج ربما صار يضع بيضه بطريقة قيصرية، وهو ما قد يفسر حسبها ارتفاع سعره بهذا الشكل· وعن سبب ارتفاع هذه المشتقات من اللحوم البيضاء، يقول أمين، عامل بأحد محلات بيع الدجاج والبيض بسوق باش جراح، إن السبب راجع إلى قلة العرض، وتراجع عدد كبير من المربين عن النشاط، الأمر الذي انعكس سلبا، على الأسعار، وجعلها تصل إلى المستوى الذي وصلت إليه، وعن إقبال المواطنين، قال ذات المتحدث، إنه تراجع كثيرا، مقارنة عما كان عليه في السابق، لاسيما بالنسبة لهذه الأحشاء تحديدا، فشتان عندما كان سعرها بين 100 دج وحتى 50 دج، بالنسبة للحويصلة، و200 دج على الأكثر، بالنسبة للكبد والقلب، وبين وصولها إلى سعر 600 دج حاليا، وتفضل العديد من العائلات الجزائرية، سابقا، أي قبل ارتفاع الأسعار، اقتناء هذه الأحشاء، لإعداد بعض الأطباق المميزة، وكذا أنواع من المعجنات والمملحات، وغيرها·