عادت أزمة ندرة الحليب لتلقي بظلالها مجددا عبر أحياء العاصمة وظهرت بشكل أكثر حدة خلال الفترة الأخيرة، فلا حليب لمن يتأخر عن الخروج في الساعات الأولى للصباح من أجل الظفر بكيس الحليب أو السعي للظفر بكيس حليب عن طريق المعريفة· ولمن تأخر عن هذه المواعيد فإنه يجبر على اقتناء كيس الحليب الذي يكتب عليه بأنه حليب البقرة وبأثمان مضاعفة تصل إلى 50 دينارا للكيس الواحد، إلا أنه عند تناوله من طرف هؤلاء المواطنين يظهر بأنه حليب عادي بل في أغلب الأحيان يجدونه فاسدا غير قابل للاستهلاك، والمشكل المطروح بشدة هو أن حتى أكياس الحليب العادي أصبحت تباع بنوعيات رديئة جدا، خلقت استياء كبيرا لدى المواطنين، فالحليب عبارة عن مياه بيضاء لا غير، فلا مذاق ولا كالسيوم، وهذا ما دفع بعض الأسر إلى الاستغناء عن هذا الحليب الذي بدأ ينقرض شيئا فشيئا من المائدة الجزائرية خاصة في الصباح·· لجأت الأسر في المدة الأخيرة إلى الاستغناء عن الحليب بشكل كبير جدا، بعد أن تعبت من أزمة الندرة المتواصلة خلال المدة الأخيرة، كما استاءت كثيرا من النوعية الرديئة للحليب التي تباع في الأسواق فهي لا تنفع بشيء بل على العكس قد تضر بأطفالهم وكبار السن المحتاجين إلى مادة الكالسيوم، ولتعويض هذا النقص الخطير لجأت هذه العديد من العائلات إلى استبدال مادة الحليب بعلب الياغووت وهذا ما لقي تجاوبا كبيرا من طرف الأطفال بالنظر إلى مذاقه الحلو وتنوعه، فعبر إطلالة قصيرة على محلات بيع المواد الغذائية في الساعات الأولى للصباح نجد طوابير للمواطنين فقط من أجل اقتناء كميات معتبرة من علب الياغووت لأطفالهم لتناولها في فطور الصباح عوض الحليب، إلا أنه من جهة أخرى فإن هذه المادة تكلف كثيرا ولا تعوض كل الفيتامينات التي يمنحها الحليب الذي يعتبر أهم مادة مساعدة على النمو وللعظام بالنسبة لكبار السن··