أكد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن (الديمقراطية ليست كفرا كما يدعي البعض بل هي التوبة ذاتها)، وأن الديمقراطية التي أتت بها الثورات العربية هي (ديمقراطية الله) لعزة الإسلام· جاء ذلك في اجتماع شعبي نظمته حركة النهضة الإسلامية لفضيلته في قبة رادس بالضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية· وتأتي زيارة الشيخ القرضاوي إلى تونس التي بدأها الخميس، تلبية لدعوة الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، حيث افتتح فضيلته مقرا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالعاصمة التونسية، وأجرى بعض اللقاءات والمؤتمرات الدعوية والجماهيرية في تونس العاصمة والقيروان وقابس وسوسة، على مدى ثلاثة أيام· وقال نجيب الغربي، عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، إن زيارة فضيلة العلامة لبلاده (بمثابة الحدث الداعم لقيم التعايش والحرية وقبول الآخر المخالف، والرجل ينأى بنفسه عن التدخل في الشأن التونسي)، مشيرا إلى أن (القرضاوي من رموز التسامح والاعتدال)· وكان الشيخ راشد الغنوشي قد وصف الشيخ القرضاوي عند استقباله بمطار تونسقرطاج ب(شيخ الثوريين) وقال إن الشيخ هو الداعم الأكبر للثورات العربية· من جهة أخرى، أصدرت وزارة الاقتصاد الفرنسية السبت قرارًا بتجميد أصول الإمام التونسي الأصل محمد همامي المُهدَّد بالطرد من فرنسا بتهمة الحض في خطاباته على (معاداة السامية)· ووفق الجريدة الرسمية الفرنسية، فإن القرار شمل كذلك زبيدة ميتيو الفرنسية التي وُلدت بالجزائر، دون التعليق على سبب تجميد الأموال· وتضمن القرار بالإضافة إلى هذا جمعية الدعوة والإيمان والممارسة التي يقع مقرها بمنطقة كليشي لا جران بالقرب من العاصمة باريس· وذكرت الجريدة الرسمية أن هذه الأصول التي تقرر تجميدها تتضمن الأموال والموارد الاقتصادية كافة التي يمتلكها الإسلاميان الاثنان والجمعية الإسلامية· وكان وزير الداخلية الفرنسي كلود جيان قد أعلن في الثالث والعشرين من جانفي الماضي عن اتخاذ إجراء قانوني لطرد الإمام محمد همامي، والذي يعيش بفرنسا منذ عقود وذلك بعد اتهامه بأنه يدعو إلى (معاداة السامية وإلى جلد المرأة الزانية حتى الموت)· وكانت موجة قتل أتهم فيها محمد مراح هذا العام، قد أثارت مجددًا جدلاً بشأن مدى اندماج المسلمين في المجتمع الفرنسي· وكان لهذا الجدل دور كبير في انتخابات الرئاسة الفرنسية، حيث حصلت المرشحة اليمينية المتطرفة على نحو خُمس أصوات الناخبين في الجولة الأولى·