تواصل الهزّات الارتدادية لزلزال تشريعيات العاشر ماي، حيث أعلن رئيس جبهة العدالة والتنمية السيّد عبد اللّه جاب اللّه أن تشكيلته السياسية لن تشارك في الحكومة القادمة رغم (الدعوات غير الرّسمية) التي تلقّتها -حسبه- بعض الشخصيات بالحزب، ومن جهة أخرى ترك زعيم الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي باب (التوبة) مفتوحا في وجه نوابه التسعة الذين شقّوا عصا الطاعة عليه· قال السيّد جاب اللّه أمس الاثنين في ندوة صحفية بالجزائر العاصمة إن جبهة العدالة والتنمية (رفضت عروضا قدّمت لها عن طريق وساطات للمشاركة في الحكومة القادمة على اعتبار أن لها مشروع تناضل من أجله ولن تقبل بالمساومة)· وكذّب رئيس جبهة العدالة والتنمية بالمناسبة الإشاعات القائلة بأن بعض نواب الحزب قد انشقّوا عنه قائلا إنها مجرّد (دعاية وافتراء)، مشيرا إلى أن مجموعة نواب الحزب (ملتزمة بخطّه السياسي ولا تقدم على أيّ خطوة دون مشورته)· وقال السيّد جاب اللّه في هذا السياق إن جبهة العدالة والتنمية (ستواصل النّضال السياسي من أجل تحقيق التحوّل الديمقراطي السليم في البلاد رغم العقبات التي واجهتها منذ تأسيسها) كما قال، وأضاف أن حزبه سيسعى إلى المساهمة (الجادّة والمسؤولة) في إثراء الساحة السياسية ب (فكر بديل أصيل ومعاصر) في نفس الوقت، منوّها بأن تشكيلته السياسية (ليست ضد أحد غير أولئك الذين يرفضون التحوّل الديمقراطي السليم في البلاد)· وحول ما يعرف ب (الجبهة السياسية لحماية الديمقراطية) المشكلة بعد الإعلان عن نتائج تشريعيات ال 10 ماي 2012 من قبل 14 حزبا -يحوزون جميعهم 28 مقعدا من ضمن 462 بالمجلس الشعبي الوطني- قال السيّد جاب اللّه إنها (مبادرة مجموعة من الأحزاب لشعورها بالظلم في تشريعيات ولا تمثّل تكتّلا منظّما، بل هي ظرفية ويحتفظ فيها كلّ حزب بشخصيته المعنوية)، وأضاف في هذا الصدد أن حزبه سيقوم بالتنسيق مع التشكيلات السياسية التي لها نفس الأفكار والتوجّهات من أجل تحقيق مشروع حزبه وأفكاره (مهما طال الزمن)· وفيما يخص مشاركة نواب بعض الأحزاب التي اعترضت على نتائج الانتخابات في أشغال المجلس الشعبي الوطني أشار السيّد جاب اللّه إلى أنه يحترم قرارها لأن كل حزب له استراتيجيته وطريقته في النضال السياسي· وحول مشاركة الحزب في الانتخابات المحلية القادمة أوضح رئيس جبهة العدالة والتنمية أن مجلس الشورى للحزب هو الوحيد المخول باتّخاذ مثل هذا القرار· من جهة أخرى، قال رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية السيد موسى تواتي أمس الاثنين بالجزائر العاصمة إن (أبواب الحزب مفتوحة) أمام النواب الذين انشقّوا عن تشكيلته السياسية بعد فوزهم بمقاعد في المجلس الشعبي الوطني الذي نصب السبت الماضي· وأوضح السيّد تواتي في ندوة صحفية نشّطها بمقرّ حزبه أن الأبواب مفتوحة لهؤلاء النواب التسعة الذين تحصلوا على مقاعد في البرلمان الجديد المنبثق عن تشريعيات 10 ماي الجاري للعودة إلى أحضان الجبهة الوطنية الجزائرية· ولم يستبعد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية أن يكون هؤلاء النواب قد تلقّوا (تعليمات أو ضغوطات من جهات معيّنة) من أجل ترك الحزب بقوله (أن كلّ شيء وارد في هذا الشأن)· واستدلّ السيّد تواتي في ذلك بالتأكيد أنه (تعرض هو شخصيا إلى ضغوطات من أجل الانسحاب) من المبادرة التي دعت إليها بعض الأحزاب المعارضة لنتائج تشريعيات العاشر ماي والمتمثلة في إنشاء برلمان شعبي الذي نصب السبت الماضي موازاة مع التنصيب الرسمي للمجلس الشعبي الوطني·