مراد رحموني: "خاليلوزيتش سيقود الخضر للتألق"

بعد أن تعرفنا في الجزء الأول والثاني عن الكثير والكثير من المسيرة الكروية للاعب السابق لشبيبة القبائل والمنتخب الوطني في منتصف الثمانينيات ومطلع التسعينيات، يواصل ابن مدينة الحراش سرد مسيرته الكروية في آخر جزء من الحوار المطول الذي خصنا به·
رحموني يكشف لنا عن مسيرته مع المنتخب الوطني، وكيف ساقه القدر إلى حمله الألوان الوطنية، كما يتحدث لنا عن علاقته بالرئيس الحالي لشبيبة القبائل موح شريف حناشي، وأمور كثيرة خارج مجال كرة القدم، منها على وجه الخصوص تلك الأغنية التي تسيل دموعه كلما يستمع إليها·
ذلك ما سنتعرف عليه حالا، ولنترككم مع نص الجزء الثالث والأخير من حوار مراد رحموني·
** ماذا عن مسيرتك مع الفريق الوطني؟
* لعبت للفريق الوطني لجميع أصنافه، وأحلى أيامي كانت مع المنتخب الوطني للأكابر، حيث شاركت في العديد من المباريات الكبيرة·
فأول لقاء لي مع المنتخب الوطني للأكابر كان في تونس وهذا بعد مونديال المكسيك، ففور تعيين المدرب الراحل روغوف خلفا للمدرب رابح سعدان، وجه لي الدعوة، وهذا إلى جانب نخبة من اللاعبين الكبار، أذكر منهم رابح ماجر وصالح عصاد وبلومي ومرزقان، وهي العناصر التي كنت أتمنى مشاهدتهم حين كنت لاعبا في الأصناف الشبانية في اتحاد الحراش في التلفزة، كونهم من بين اللاعبين الكبار في بداية الثمانينيات، فبعد أن حققت أمنية اللعب لشبيبة القبائل حققت أمنية اللعب للمنتخب الوطني الأول إلى جانب نجوم الكرة الجزائرية في تلك الفترة·
** ماهي آخر مقابلة لك مع المنتخب؟
* كانت ضد كوت ديفوار عام 1993 لقاء ودي جرى بملعب 5 جويلية·
** ست سنوات في المنتخب الوطني، لكن لم تستطع فرض نفسك بدليل مشاركتك إلا مرة واحدة في نهائيات كأس أمم إفريقيا عام 1992 بالسنغال، السبب في ذلك؟
* للأسف الحظ لم يحالفني مع المنتخب كما حالفني مع شبيبة القبائل، والسبب هي تهميشي من طرف المدربين الذين تعاقبوا على المنتخب·
** كيف ذلك؟
* أتذكر جيدا أنه قبل تحديد قائمة اللاعبين المشاركين في دورة كأس أمم إفريقيا بالمغرب عام 1988 مع المدرب روغوف تعرضت إلى إصابة اضطر روغوف إلى شطب اسمي من القائمة، وفي دورة الجزائر حرمني كرمالي من المشاركة لأسباب لم أجد لها تفسير إلى حد اللحظة، فبعد أن اختارني ضمن قائمة ال40 لاعبا، وجدت اسمي خارج قائمة ال22 لاعبا، بالرغم من أنني كنت في تلك الفترة من بين أحسن المدافعين في البطولة الوطنية، لكن دهشتي الكبيرة كانت بعد أن اختار المدافع أيت عبد الرحمن لتعويض رشيد ادغيغ الذي أصيب في اللقاء الأول أمام نيجيريا، رغم أنني كنت أحسن من أيت عبد الرحمن في الشبيبة حيث كنا نلعب معا في نفس الفريق·
لكن في الدورة الموالية التي جرت في عام 1992 بالسنغال، كنت ضمن المشاركين، لكن ياليتني لم أشارك بسبب المشاكل التي حدثت في المنتخب قبل انطلاق البطولة، بين اللاعبين الهواة واللاعبين المحترفين، كان من نتائجها إقصاء المنتخب في الدور الأول فضيعنا تاجنا القاري بطريقة غير مشرفة·
** قبل ذلك بثلاث سنوات كان كرمالي قد شطب اسمك فور تعيينه خلفا للمدرب كمال لموي، هل تحدثنا عن سبب الاستغناء عن خدماتك؟
* تعيين المدرب الشيخ كرمالي مدربا للمنتخب الوطني في شهر أكتوبر من عام 1989 خلفا للمدرب كمال لموي جاء على خلفية التعادل الذي فرضه علينا المنتخب المصري بملعب 17 جوان بقسنطينة في ذهاب الدور الأخير من إقصائيات مونديال إيطاليا 90، فرغم أدائي الجيد في هذا اللقاء، إلا أن كرمالي استغنى عن خدماتي على غرار الكثير من اللاعبين منهم حاج عدلان واستبدلنا بلاعبين غالبيتهم من المحترفين، بحجة أن اللاعبين الهواة بما فيهم أنا لا يمكننا تحقيق لعب مواجهة العودة بالقاهرة، وتأثرت لما قام به كرمالي تجاهي كوني كنت آنذاك لاعبا أساسيا في المنتخب·
** بعد إقصاء المنتخب الوطني من مونديال إيطاليا هل انتظرت أن يضمك كرمالي من جديد إلى المنتخب للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالجزائر عام 1990؟
* نعم كنت جد متفائل للمشاركة في دورة الجزائر، وكما سبق لي وأن أجبتك من قبل، خيبتي كانت كبيرة بعد أن شطب اسمي كرمالي من قائمة اللاعبين المشاركين في تلك الدورة·
** ماذا عن الاحتراف؟
* بعد دورة كأس أمم إفريقيا عام 1992 بالسنيغال توصلت بعرض من أحد الأندية الألمانية التي تنشط في الدرجة الثانية، لكن مكتوب ربي أراد لي أن لا أحترف وأبقى وفيا لفريق شبيبة القبائل·
** كم من موسم قضيته فوق الملاعب؟
* إذا أحسب المواسم التي لعبت فيها للأصناف الشبانية لاتحاد الحراش، فلعبت حوالي 24 سنة·
** ماذا تمثل لك هذه المواسم؟
* أكثر من نصف حياتي الحالية·
** هل أنت راض بما قدمته طوال مسيرتك الكروية؟
* الحمد لله كل الرضا، فحتى وإن خانني الحظ مع الفريق الوطني، إلا أنني نلت كل شيء مع شبيبة القبائل حيث نلت 10 ألقاب كاملة·
** مغادرتك لاتحاد الحراش وأنت في بداية مسيرتك الكروية، هل لا زالت لديك ميولات للعودة إليه ولو كمدرب؟
* مادامت بدايتي الكروية كانت ضمن الفئات الشبانية لاتحاد الحراش، فلا يمكنني نسيان تلك الأيام الرائعة التي قضيتها في هذا الفريق وأنا في بداية مسيرتي الكروية، وما وصلت إليه فيما بعد كان بفضل فريق اتحاد الحراش، وأشكر بالمناسبة كل من ساعدني وأنا صغير، وحبي لاتحاد الحراش لازال بداخلي يربطني به، بدليل أنه كلما تتاح لي الفرصة أحضّر مباريات الفريق، وكم فرحت بصعوده الموسم القادم إلى القسم الوطني الأول بعد سبع سنوات كاملة قضاها في القسم الوطني الثاني، وأتمنى له التوفيق هذا الموسم وهو البقاء ضمن أندية الدرجة الأولى، خاصة وأنه يملك لاعبين شبان لديهم إمكانيات فنية كبيرة، أنا على يقين أن الكثير منهم سيكون لهم شأن كبير في المستقبل·
** ماهي تكهناتك بشأن المنتخب الوطني الحالي؟
* أرشحه لبلوغ كأس أمم إفريقيا بجنوب إفريقيا، خاصة بعد أن أظهر اللاعبون منذ قدوم المدرب البوسني خاليلوزيتش وجها آخر، يختلف كليا عن الوجه الذي ظهر به المنتخب بعد مونديال جنوب إفريقيا، وأنا جد متفائل بمستقبل (الخضر) مع خاليلوزيتش، وإذا سارت الأمور على ماهي عليه الآن، فممكن جدا أن نتأهل لمرة الثانية على التوالي إلى نهائيات كأس العالم، وهو ما أتمناه لمنتخبنا·
** قلت لي في بداية حوارنا إن سبب مغادرتك للطاقم الفني للشبيبة قبل ثلاثة مواسم يرجع إلى رزقي عمروش، حبذا لو تسرد لنا سبب تدخل هذا الأخير في مهامك؟
* رزقي عمروش كان يتدخل في أمور لم يكن مكلفا بها، حيث تعدى صلاحيات مهمته، فرغم أن منصبه في الفريق هو مناجير عام، إلا أنه راح يتدخل في الأمور الميدانية وأشياء أخرى لا داعي لذكرها، الأمر الذي جعلني أقدم استقالتي فتركت له تدريب الفريق·
** ولماذا لم تشتكي ذلك لرئيس النادي موح شريف حناشي؟
* ولماذا أشتكي له وهو كان علم بما كان يقوم به رزقي عمروش، ففضلت الانسحاب في صمت دون إحداث أي مشكلة في الفريق·
** وكيف كان رد حناشي بعد تقديم استقالتك من العارضة الفنية؟
* تقبلها بشكل عادي·
** ألا ترى أن ماقام به رزقي عمروش مدفوع من الرئيس حناشي لإرغامك على ترك منصبك؟
* الله أعلم·
** ألم يتصل بك حناشي من جديد للعودة إلى الطاقم الفني؟
* لا لم يتصل بي·
** كيف هي علاقتك بحناشي الآن؟
* علاقة أخوية، فحتى وإن تركت الفريق، فعلاقتي به لم تتأثر·
** هل سنجدك في يوم ما مراد رحموني مدربا لشبيبة القبائل؟
* نعم، خاصة أنني أملك كل المقومات التي تسمح لي بتولي تدريب الفريق، لديّ شهادة تدريب ولاعب سابق في الشبيبة، وكذلك لاعب دولي·
** ماذا أعطتك كرة القدم؟
* معرفة الرجال وزيارة البلدان·
* ماذا أعطيت لها؟
* 24 سنة من حياتي، فشبابي أفنيته خدمة لكرة القدم خاصة لشبيبة القبائل·
** من هو اللاعب الذي كنت معجبا به؟
* كنت معجبا كثيرا بنجوم المنتخب الوطني الذين شاركوا في مونديال إسبانيا·
** وعالميا من هو اللاعب الذي كنت معجبا به؟
* الأرجنتيني ديغو مارادونا
** من هو الملعب الذي كنت تجد راحتك فوقه؟
* أول نوفمبر بتيزي وزو و5 جويلية
** ملعب كنت تخشاه؟
* جميع الملاعب الترابية·
** ملعب تمنيت اللعب فوقه؟
* ملعب وامبلي
** فريقك المفضل؟
* مانشيستر يونايتد
** لاعبك المفضل؟
* كريستيانو البرتغالي
** أحسن مدرب عالمي؟
* يعجبني الثنائي فيرغيسون ومورينيو
** أين تقضي أوقات فراغك؟
* بحي سيدي أمبارك بالحراش، مسقط رأسي·
** لونك المفضل؟
* الأسود
** مدينة جزائرية تنال إعجابك؟
* وهران
** وعالميا؟
* الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية
** بلد تتمنى زيارته؟
* الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا·
** يومك المفشل؟
* الجمعة
** قناتك المفضلة؟
* القنوات الرياضية
** القناة الوطنية؟
* أشاهد البرامج الرياضية والسكاتشات
** ممثلك المحبوب؟
* المرحوم حسن الحسني والمفتش الطاهر
** الأغاني التي تود سماعها؟
* الشعبي
** مطربك المفضل؟
* الحاج العنقا والهاشمي قروابي رحمهما الله وعمار الزاهي
** أغنيتك المفضلة؟
* البارح كان في عمري 20، فحين أستمع إلى هاته الأغنية تسيل دموعي، كونها تذكرني في شبابي، الشباب الذي قضيته فوق الملاعب·
** مسك الختام؟
* لا أستطيع أن أعبر لكم عن مدى شعوري حين تذكرتموني بهذا الحوار المطول، أتمنى لجريدة (أخبار اليوم) كل التوفيق والنجاح، ووفقكم الله لما تصبون إليه·
انتهى
- الجزء الثالث والأخير -