قال علماء من الولاياتالمتحدة إنه من الممكن إدخال تعديل وراثي معين على بكتيريا حمض اللاكتيك لتصبح قادرة، لدى الفئران على الأقل، على ضبط سلسلة التفاعلات التي تتم في الأمعاء والقضاء على اللحميات الزائدة التي تعتبر مقدمة للأورام الخبيثة وهو ما من شأنه أن تحمي هذه البكتيريا الفئران من الإصابة بسرطان الأمعاء. وتوجد بكتيريا لاكتوباسيلوس أسيدوفيلوس بشكل طبيعي في الأمعاء وتلعب دورا في الحفاظ على البكتيريا الحميدة بالأمعاء. أما إذا اختل التوازن الطبيعي في الأمعاء فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالتهابات مزمنة وزوائد سرطانية بمشاركة هذه البكتيريا أيضا. وفي دراسة سابقة أظهر فريق الباحثين تحت إشراف كاشايارشا كازاي من جامعة شيكاغو أن إضافة بكتيريا لاكتوباسيلوس أسيدوفيلوس التي لم تعد تكون ما يعرف بالأحماض التيكوئيكية بعد إخضاعها لتعديل وراثي يمكن أن تحمي الفئران من الإصابة بمثل هذه الالتهابات في الأمعاء الغليظة. وتمثل أحماض التيكوئيكية جزءا من جدار الأمعاء لدى الكثير من البكتيريا. ودرس الباحثون في هذه الدراسة الأخيرة ما إذا كانت هذه البكتيريا قادرة على التخلص من الالتهابات التي تكونت بالفعل وقاموا في سبيل ذلك بتعديل الفئران وراثيا بحيث تصاب مبكرا بالكثير من الزوائد اللحمية في أمعائها الغليظة ثم أعطوا هذه الفئران البكتيريا المعدلة وراثيا. وتبين للباحثين أن الفئران التي أعطيت هذه البكتريا أصيبت بنسبة أقل من الزوائد اللحمية مقارنة بالفئران التي حصلت على مياه فقط بالإضافة إلى أن بكتريا (لاكتوباسيلوس أسيدوفيلوس) المعدلة وراثيا خفضت عمليات الالتهابات الضارة وجعلت الأمعاء تعمل بشكل شبه طبيعي.