كشفت مصادر مطّلعة أن الفنّان عبد القادر الخالدي امتنع عن تسجيل أو إصدار أشرطة جديدة في الأسواق رغم حجم الطلبات المتعدّدة من طرف المنتجين مفضّلا الظهور للجمهور وعشّاق فنّه عبر التلفزيون أو أثير الإذاعات رغم أنه يمتلك في رصيده الفنّي 40 شريطا منذ بدايته الفعلية منتصف السبعينيات. حسب مصدر مطّلع فإن صاحب أغنية (الجزائر زينة لوطان) عبد القادر الخالدي اتّفق مع التلفزيون الجزائري مؤخّرا على تحضير مجموعة من الأغاني الوطنية بمناسبة مرور 50 سنة على استقلال البلاد ضمن سلسلة من البرامج الوثائقية والتاريخية والأفلام الثورية والربورتاجات التي سيتمّ عرضها تبعا، والتي من شأنها ترسيخ قيم نوفمبر في الأجيال باعتبار أن الاحتفالات تمتدّ إلى غاية سنة كاملة، وفق ما إشار إليه المسؤولون في الحكومة. واستنادا إلى مصادرنا فإن الدعوة وجّهت أيضا لعدد من الفنّانين الجزائريين المقيمين داخل وخارج الوطن لتحضير أنفسهم فنّيا مع تقديم الجديد لفائدة التلفزيون الجزائري، من بينهم فنّان الأغنية البدوية الوهرانية عبد القادر الخالدي ابن مدينة مستغانم الذي يتمتّع بحضور قوي على الشاشة من خلال أدائه المميّز وطابعه الغنائي المستمدّ من التراث الأصيل. واستنادا إلى ذات المصدر فإن الاتّفاق المبرم بين الخالدي وبين التلفزيون لا يخرج مضمونه عن إطار الأغاني الوطنية على شاكلة الأغنية التي ذاع صيتها (الجزائر زينة لوطان). ويملك الفنّان المذكور في رصيده الآن أزيد من 40 ألبوما غنائيا منذ بداية الثمانينيات رغم أنه وضع اللّبنة الأولى لمشواره الفنّي بداية السبعينيات، وكانت له أوّل مشاركة في (ألحان وشباب) في سنة 1974. يفضّل عبد القادر الخالدي تنظيم حفلات للجمهور والمشاركة في المهرجانات الوطنية والدولية والتعاقد مع الإذاعة والتلفزبون بدل تسجيل ألبومات غنائية تباع في الأسواق المحلّية وعبر أرصفة الشوارع بقيمة زهيدة تحطّ من مكانة الفنّان والفنّ معا. وإلى جانب ذلك، أشار ذات المصدر إلى أن السبب الرئيسي الذي دفع الفنّان عبد القادر الخالدي إلى تخصيص فنّه ووقته لتسجيل جديده لمؤسستي الإذاعة والتلفزيون هو طغيان كما قال المصالح التجارية على القيم والاعتبارات المعنوية من طرف بعض المنتجين الذين يقرضون منطقهم، (فالخالدي رفض المساومة والنّزول إلى الحضيض بأغاني هابطة)، وقد سبق وأن صرّح أكثر من مرّة بأن تاريخه الفنّي وأصوله لا يسمحان له بتوريث غناء منحطّ للأجيال. ويعدّ الفنّان عيد القادر الخالدي من بين الفنّانين القلائل الذين حافظوا على أداء الأغنية الوهرانية بطابعها الأصيل مع إدخال بعض الآلات العصرية، ويرتقب منه أن يضع بصمة غنائية في رصيده الفنّي بمرور نصف قرن على استقلال البلاد عن طريق اختيار قصائد من التراث أو الاستعانة بقريحته أو بأحد شعراء الشعر الملحون لنسج أروع القصائد والأشعار مع تلحينها وإخراجها في ثوب جديد.