أجازت (رابطة علماء فلسطين) بإخراج رفات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من قبره، لأخذ عيِّنة منه لمطابقتها على ما جاء في التحقيق الذي أجرته قناة (الجزيرة) الفضائية حول وجود (بولونيوم) مشع وسام في ملابسه قبل وفاته. وكان تحقيقٌ لقناة (الجزيرة)، استمر تسعة أشهر، قد كشف النقاب عن العثور على مستويات عالية من مادة (البولونيوم) المشعّ والسام في مقتنيات شخصية للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته، وذلك بعد فحوص أجراها مختبرٌ سويسري مرموق. وقال الدكتور مروان ابو راس، رئيس الرابطة لوكالة (قدس برس) تعقيبًا على مطالبة إخراج رفات الرئيس عرفات من قبره: (يجب الآن التعاطي مع الموضوع (إخراج رفات عرفات) بجدية لأخذ عينة لمعرفة أسباب الوفاة، ليس على سبيل الجواز، وإنما على سبيل الوجوب، وذلك لأن الضرورات تبيح المحظورات، وهذه ضرورة ملحة لمعرفة كيف يكيد لنا عدونا). وحول ما إذا كان هذا التصريح بمثابة فتوى لإخراج الرفات، قال أبو راس: (إصدار فتوى رسمية بهذا الموضوع تحتاج للجنة علماء، ولكن أنا أقول من خلال متابعتي للموضوع ومن خلال تعمقي في معرفة أبعاده بجميع جوانبه؛ بأن الجانب الشرعي يسمح بذلك تمامًا بل ويشجع ويحض عليه). وأضاف: (نحن وبناءً على جميع الحالات المشابهة؛ فإن الموضوع لا يحتمل إطلاقًا التراخي فيه بأي شكل من الأشكال، هذه المسألة جزءٌ من مراحل المواجهة مع عدونا، نريد أن نعرف -وهو معروف أن العدو هو وراء ذلك حتما- أي الأحوال وأين كانت الأيدي التي أوصلت هذا الضرر إلى الرئيس؟ لكن العدو يقف وراءها). وقامت القناة، في التقرير الذي بثته ليل الثلاثاء الماضي بإجراء تحقيق استقصائي انطلاقًا من الملف الطبي الكامل لعرفات، حيث كشفت التحاليل أن آخر الأغراض الشخصية لعرفات (ملابسه، فرشاة أسنانه، وحتى قبعته) فيها كميات غير طبيعية من (البولونيوم)، وهو مادة نادرة وعالية الإشعاع. وكانت تلك الأغراض التي خضعت للتحليل في معهد الفيزياء الإشعاعية بمدينة لوزان بسويسرا، تحمل بقعا من دم عرفات وعرقه وبوله. وتشير التحاليل التي أجريت على تلك العينات إلى أن جسمه كانت به نسبة عالية من (البولونيوم) قبل وفاته.