نددت أكثر من 300 عائلة قاطنة بشاليهات درموش 3 و2 ببرج البحري من سياسة التماطل والتهميش الممارسة ضدها من طرف السلطات المحلية التي قامت بإخراجها من بيوتها ورميها في هذه الشاليهات لأكثر من عشرة سنوات دون الالتفات إلى وعودها التي أطلقتها في بادئ الأمر والمتمثلة في إعادة إسكانهم في أقل من (6 ) ستة أشهر.. عبارات دامية أطلقتها إحدى الأسر عبر اتصالها ب(أخبار اليوم)، نتيجة حالة الذل والحرمان التي تغرق فيها منذ سبع سنوات بعد إخراجها من بيتها الفوضوي ببومزار في الحراش، وجلبها مع عشرات العائلات إلى هذه الشاليهات، وقد وعدت بأن مدة بقائها في هذه الشاليهات لن تتعدى على الأكثر ستة أشهر، إلا أنها امتدت لتكون أكثر من سبع سنوات، وخلال هذه السنوات عاشت هذه العائلات أبشع الظروف ، فمن جهة تحاصرها الأوضاع الخارجية في محيط منطقة درموش من خلال تضاعف و استفحال ظاهرة السرقة بشكل مرعب وبأشكال مختلفة غير متوقعة.. فلم تسلم هذه العائلات حتى وهي داخل بيوتها من هؤلاء المنحرفين الذين عاثوا فسادا في المنطقة دون خوف من مصالح الأمن.. فحسب إحدى العائلات القاطنة بشاليهات درموش 3 منذ سبع سنوات، فإن اللصوص وصلوا إلى غاية دارها، فلقد تفاجأت في إحدى المرات وهي نائمة مع بناتها برأس أحد اللصوص وهو يطل عليها من النافذة المهترئة، ليتأكد من خلو المنزل من سكانه ليضرب ضربته في وسط هذه العائلات الفقيرة.. ولا تحصى ولا تعد عدد العائلات التي تعرضت للسرقة والاعتداء في عقر دارها في هذه المنطقة خاصة في الفترة الأخيرة، خاصة أن العائلات لا تملك أية وسائل مقاومة ضد هذه العصابات الناشطة في الجوار، فالشايهات التي تسكن بها مهترئة بشكل كامل ولا يمكن ترميمها، حتى أن إحدى العائلات انهار مرحاضها بشكل كامل ولم تجد أين تقضي حاجتها خاصة أن رب العائلة متوفي منذ عامين في حادث مرور مميت، فظلت تعاني في صمت وسط هذه الظروف تنتظر فرج الترحيل والخروج من هذه الشاليهات كما وعدت من طرف السلطات المحلية، إلا أن تنفيذ الوعود تأجل ومعه تواصلت معاناة هذه العائلة، فتبرع أحد الجيران بإجراء عملية ترميم وتصليح سطحية لهذا المرحاض ريثما يأتي الفرج.. فالمنحرفون في هذه المنطقة يستغلون اهتراء الشاليهات للدخول والاعتداء على العائلات خاصة الأرامل والنساء فهذه الفئة تعتبر من أكبر الضحايا لهذه العصابات.. وللعلم فإن هذه العائلات التي يتجاوز عددها 300 عائلة هناك من قدم منها في 2003 أي بعد زلزال بومرداس وتضرر بناياتهم ومنهم من سكن بالشاليهات خلال 2006، وكلهم أتوا من أحياء متفرقة من العاصمة كالقبة والقصبة واسطاوالي وبوبيو بأول مايو، هربا من بيوتهم الفوضوية والمتهدمة التي تضررت وانهارت فأخرجتهم السلطات المحلية إلى هذه الشليهات التي باتت تعرف بشاليهات الرعب مع استفحال السرقة والاعتداء بشكل علني وتدهور هيئة الشاليهات من جهة أخرى فلم تعد صالحة للسكن بل أصبحت مصدرا للأمراض الجلدية والصدرية لأطفال هربوا من الموت تحت أنقاض بيوتهم فوجدوا أنفسهم في شاليهات الرعب ببرج البحري..