تعتزم منظمة التعاون الإسلامي اتخاذ إجراءات عملية لحشد الدعم لمسلمي الروهينجا في بورما، الذين يتعرضون لحملة تطهير عرقي منذ أكثر من شهرين في إقليم راخين. وقالت المنظمة في بيان لها الأحد إنها (ستسعى إلى حشد الجهود على الصعيدين الإسلامي والدولي، وعقد اجتماعات عديدة في أكثر من عاصمة إسلامية لهذا الغرض). وكانت المنظمة قد عقدت اجتماعا لمندوبي الدول الأعضاء فيها بجنيف، الجمعة الماضية، بهدف لوضع الخطوط العريضة لآلية تحرك دولية توجد الحلول للأزمة، وتناول الاجتماع تعذر إرسال وفد إلى ميانمار لتقصي الحقائق، وضرورة قيام سفراء الدول الأعضاء بالمنظمة في ميانمار بتفقد أوضاع المسلمين في البلاد. وطالب الاجتماع المفوضية السامية لحقوق الإنسان والأمم المتحدة بالتحرك لوقف (الانتهاكات والمذابح)، كما قرر نقل النقاط المتفق عليها إلى سفير ميانمار لدى جنيف. وفي منتصف الشهر الجاري استنكر الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو أعمال القمع للمسلمين في بورما، وقال في بيان إن (استعادة الديمقراطية في ميانمار أنعشت آمال المجتمع الدولي في أن القمع ضد المسلمين سينتهي)، وتابع (ومع ذلك، تسبب تجدد أعمال العنف ضد المسلمين الروهينجا يوم 3 جوان الماضي في إثارة القلق البالغ لدى المنظمة). من جهتها، سجَّلت المفوضية الأوروبية إدانتها للمجازر التي يرتكبها المتطرفون البوذيون ضد المسلمين في بورما. وقال مايكل مان، الناطق باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون: (الاتحاد الأوروبي يتابع عن كثب أحداث العنف التي تستهدف الأقلية المسلمة في بورما). وبحسب صحيفة الموندو الإسبانية، فقد قامت المفوضية الأوروبية بتكثيف جهودها لتحديد هذه الجماعات، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي سيُجري اتصالاته مع السلطات في بورما لتحديد حالة المنطقة والاحتياجات اللازمة لها. وقالت الصحيفة: (منظمة العفو الدولية أيضًا اعترفت بوجود انتهاكات ضد المسلمين في بورما، كما أكدت أنه تم إلقاء القبض على المئات في المناطق التي يعيش فيها المسلمون). وروى عدد من اللاجئين المسلمين الفارين من إقليم أراكان في بورما تفاصيل مروعة حول ما تعرضوا له من معاناة على أيدي المتطرفين البوذيين، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى أحد مخيمات اللاجئين في بنغلاديش. ويستمر تدفق مسلمي الروهينجا الذي يعانون من التمييز الديني والعرقي في بورما إلى بنغلاديش، حيث يتركون كل ما يمتكلون خلفهم وينطلقون في رحلة شاقة للنجاة بأرواحهم تنتهي بهم في المخيمات داخل حدود بنغلاديش.