أمام الارتفاع الذي مس سوق الخضر والفواكه منذ دخول شهر رمضان، إذ لم تعرف سوق الخضر والفواكه استقرارا في الأسعار فقد لاحظنا انتشارا واسعا لفاكهة البطيخ الأحمر أو (الدلاع) التي تحتوي على كميات كبيرة من المياه، إذ أصبحت الفاكهة الصيفية الأكثر استهلاكا، حيث تتناسب هذه الفاكهة مع جميع الوجبات الصيفية والرمضانية فقد عرفت انتشارا عبر جميع الأسواق والأرصفة والطرقات وكثيرا ما يتم تسويقه من طرف التجار الذين لا يملكون رخصا أو سجلات تجارية ويتمردون على الأسواق المغطاة لكونه يحتل أماكن واسعة ويباع حتى داخل السيارات المغطاة. وقد لقي بيع (الدلاع) رواجا واسعا عبر مختلف الأسواق مما نتج عنه تهافت المواطنين على هذه الفاكهة بالذات مما يؤدي إلى انتهاء كل الكمية المتواجدة بالسوق بمجرد انتهاء اليوم، إذ يتم بيع هذه الفاكهة غالبا بالحبة الواحدة ويتراوح ثمنها من 100 إلى 300 دينار حسب الحجم، في حين يباع عند تجار آخرين بثمن 25 إلى 30 دينارا للكيلوغرام الواحد حيث يجد المستهلك ضالته في الدلاع وحتى الفقراء وذوي الدخل البسيط الذين يعتبرونه كوجبة أساسية خاصة في وقت السحور رفقة الخبز والحليب. تقول إحدى المختصات في التغذية: (يحتوي البطيخ الأحمر على فوائد صحية خصوصا فيما تعلق بسلامة الأمعاء والكلى إذ يساهم بدرجة كبيرة في إطفاء العطش وترطيب الجلد، كما ينعش الجسم ويعتبر مليناً للأمعاء ويساعد في عملية الهضم وتفتيت الحصى في الكلى، لأن المركبات الطبيعية الموجودة فيه تخفف من شدة الأمراض الجلدية كما تفيد في تخفيض ضغط الدم المرتفع ويمكن استخدام جذوره في وقت النزيف الدموي، إلى جانب هذا كله فإن هذه الفاكهة غنية بالعناصر التي تكفي حاجة الإنسان من الماء والفيتامينات والمعادن طوال اليوم خصوصا ونحن في فصل الصيف الحار المتزامن مع شهر رمضان، لذا فهو يغني عن عشرات الأصناف من الخضراوات واللحوم لما له من أثر ملطف على المعدة ومنشط لإنتاج الطاقة، وللإشارة فإن الدلاع يحتوي على 92 بالمائة من وزنه ماء، كما يضم القليل من المواد الزلالية والدهنية بينما تصل نسبة السكريات فيه إلى 8 بالمائة حسب نوعه وموسمه، إضافة إلى احتوائه على نسبة متوسطة من فيتامين (ا) و (س)، هذا إلى جانب قيمته الطبية الكبيرة المتمثلة في تخفيض حالات الإمساك والتهابات الجلد، كما يساعد على إدرار البول وتنقية الدم وعلاج أمراض النقرس ومرض البواسير، والإكثار منه يوميا يقلل من خطر الإصابة بالسرطانات نظرا لاحتوائه على مواد مقاومة للأكسدة منها الفيتامين (ج) الموجود بكمية كبيرة في هذه الفاكهة، إلى جانب أمراض أخرى يساعد فيها الدلاع في الوقاية أو التقليل منها). وأمام هذه الفوائد التي تحتوي عليها هذه الفاكهة، أصبح من الفواكه المحبوبة التي يقبل عليها الصغار والكبار كونه في فصل الصيف يكون من أفضل المرطبات لا يوجد مكان إلا وخصصت فيه زاوية لبيع هذه الفاكهة.