امتلأت شوارع أحياء بلديات الجلفة هذه الأيام بالدخان الناجم عن عملية الشواء باعتباره الطبق المفضل لدى غالبية الشباب الجلفاوي، حيث أصبحت هذه الظاهرة غير مألوفة على المجتمع النايلي إذ أصبح طبق (الشواء) كل شهر رمضان يشكل ديكورا لمختلف الشوارع وحتى في المناسبات وفي كل ركن من أركان المدينة. وقد قمنا بجولة استطلاعية قادتنا مباشرة بعد صلاة العشاء إلى بعض شوارع وأحياء عاصمة الولاية، وجُبنا بعض شوارع المدينة التي عرفت انتشارا كبيرا لهذه الظاهرة التي خرجت عن نطاق السيطرة بشهادة مسؤولين في الولاية، حتى أنّ هذه العدوى انتقلت إلى مختلف بلديات الولاية، وقد استقبلتنا خلال جولتنا رائحة الشواء التي تدغدغ الأمعاء وسط الدخان الكثيف الذي غمر المكان في وضع لا يمت للنظافة بصلة، حيث أصبحت أكلات الشواء معرضة لدخان السيارات، كما أنّ ظاهرة البيع تتم بطريقة عشوائية دون توفر أدنى شروط الصحية اللازمة لحماية المستهلك، وقد أكد أكد أحد بائعي الشواء بوسط المدينة أنهم يزاولون هذا النشاط الموسمي نظرا للطلب الكبير عليه من طرف الشبان الذين يستعجلون الخروج بعد الآذان ولا يكملون إفطارهم خاصة بالنسبة للمدخنين الذين يقبلون على تناول (سندويتشات) الشواء بكثرة، وتبقى المسؤولية هنا تقع على عاتق المواطن الذي لا يأبه بما يحدث وهمه ملء بطنه وفقط. والزائر لعاصمة ولاية الجلفة يتفاجأ أيضا بالعدد الكبير لبائعي الشواء الذين تجدهم كالفطريات في شوارع الجلفة وسط إقبال واسع للشباب الذين أضحوا لا يفرقون بين النافع والضار، ليصل الأمر إلى حد التسحر على اللحوم المشوية بكل أنواعها من الحمراء والبيضاء في وسط غير صحي ينذر بتسممات جماعية غير آبهين بما قد يتعرضوا له، وفي حديثنا مع مجموعة من الشباب الذين كانوا بصدّد انتظار تحضير طلباتهم، قال محمد القاطن بعين الشيح (نحن الشباب عادة ما لا نكمل فطورنا بسبب القهوة والتدخين، وعليه نقصد محلات وطاولات الشواء من أجل إعادة ملء بطوننا الخاوية بعد يوم من الصيام)، ويضيف (أما آخرون فاستعجالهم في الخروج لأداء صلاة التراويح يدفعهم بعدها مباشرة إلى البائعين الذي يحضّرون الوجبة في دقائق معدودة). وفي الآونة الأخيرة أصبح الكثير من هؤلاء الباعة ينصبون طاولاتهم على مقربة من أبواب المساجد لإثارة شهية المصلين خاصة عقب صلاة التراويح، وهي ظاهرة تتسع يوما بعد آخر، وتبقى بذلك المصالح المختّصة مطالبة بمراقبة مثل هذه المطاعم لكون صحة المواطن ليس لها ثمن.