تواصل ألسنة النيران التهام أجزاء كبير من غابات الجزائر، مساهمة بذلك في رفع درجات الحرارة التي تبقى عاملا ظرفيا أقل كارثية من (تعرية) مسحات خضراء شاسعة.. والتهمت النيران مئات الهكتارات في عدد من ولايات الوطن ومنها بجاية التي نشبت بها الحرائق في 21 موقعا أهلكت 250 هكتار، منها خمسة لا تزال مشتعلة مثلما يوضح عبد القادر قاسم مسؤول بمديرية الغابات بولاية بجاية. وكانت وزارة الداخلية والجماعات المحلية قد قامت شهر جويلية المنصرم بتنصيب 22 رتلا متنقلا لمكافحة الحرائق التابع للحماية المدنية، في مسعى لدعم الإمكانات المادية والبشرية قصد التقليل من الحوادث المختلفة للحرائق على المستوى الوطني، بالتنسيق مع محافظة الغابات من أجل تقليل الأخطار التي تحدق بالغطاء النباتي لمختلف المناطق الغابية والجبلية. وتراهن السلطات على عمل توعوي وتحسيسي للمواطنين خاصة منهم الذين يقطنون بالمناطق الجبلية أو بالقرب من المناطق الغابية، لاسيما بعد التهام النيران 88.92 هكتار من الأدغال و74.81 هكتار من الصنوبر الحلبي و2.60 هكتار من البلوط الفليني. وفي سياق ذي صلة، تتعرض مساحات كثيرة بولاية تيسمسيلت منذ أيام الى السنة النيران في كل من بغابات ولاية تيسمسيلت التوالي، فيما تبذل الهيئات المعنية جهودا كبيرة لإخمادها حسبما أفادت به محافظة الغابات. وأوضح ذات المصدر أن ألسنة النيران لا تزال لحد الآن مشتعلة بمساحات كبيرة بكل من غابة (عين الذيب) بتراب بلدية لرجام وغابة (الفوارة) (بلدية بوقايد) حيث تتواصل جهود مصالح الحماية المدنية بالتعاون مع أعوان الغابات لإخمادها، وأضاف نفس المصدر بأن المناطق الغابية التي لا تزال تواجه هذه الحرائق بدرجة كبيرة هي غابة (عين الذيب) الكثيفة التي تعرف انتشارا كبيرا لأصناف الصنوبر الحلبي والبلوط والعرعار الشبيني مبرزا أن الرياح الشديدة وكذا حرارة الجو المرتفعة ساعدت في انتشار رقعة الحرائق بهذه المنطقة. كما أبرزت محافظة الغابات بالولاية أن المساحات المتضررة نتيجة هذه الحرائق لم يتم تحديدها بعد وذلك بسبب انتشارها الكبير بعدة مناطق بالغابتين المذكورتين، مشيرة إلى أن النيران قد أتت على العديد من البساتين والمستثمرات الفلاحية الخاصة المنتشرة بالقرب من غابة (عين الذيب). وبغية إخماد هذه النيران والحد من انتشارها بحدود ولاية غليزان المجاورة تم الاستعانة بالرتل المتنقل لولايتي عين الدفلى والشلف وفق مصالح الحماية المدنية وأوضحت ذات المصالح أن جهود أعوان الحماية المدنية بالتنسيق مع أعوان الغابات قد كللت مساء أمس الجمعة بإخماد حريق بمنطقة (سيدي براجع) باليوسفية (دائرة ثنية الحد) والذي تواصل لعدة ساعات. وقد تسببت سلسلة الحرائق المسجلة خلال الثلاثة أيام الأخيرة في ارتفاع كبير لدرجة الحرارة بمناطق عدة من ولاية تيسمسيلت والتي وصلت أمس الجمعة إلى 45 درجة مئوية.