أعربت نقابات التربية عن ارتياحها لنتائج مسابقة التوظيف التي تمّ الإعلان عنها أوّل أمس بعدما التزمت لجنة الانتقاء المكلّفة بمراجعة ملفات المترشّحين بسلّم التنقيط الذي أعدّته الوصاية، هذا في الوقت الذي أعرب فيه عدد كبير ممّن لم يسعفهم الحظّ في نيل منصب أستاذ عن استيائهم، مؤكّدين أن المحسوبية لعبت دورها. أثارت نتائج مسابقة توظيف 16 ألف أستاذ في قطاع التربية لسنة 2012/2013 تنافس عليها 266 ألف و399 مرشّح سخط العديد ممّن لم يسعفهم الحظّ، حيث سارعوا إلى المواقع الالكترونية لصبّ جام غضبهم على لجان الانتقاء واتّهموها بالمحاباة والمحسوبية وعدم احترام سلّم التنقيط الذي اعتمدته الوصايا لاختيار النّاجحين. حيث أجمعت التعليقات التي نشرت في عدد من المواقع الالكترونية على أن لجنة الانتقاء لم تعتمد شرط الخبرة المهنية التي منحت لها 06 نقاط كاملة وشرط أقدمية الشهادة الذي تمّ تنقيطه ب 03 نقاط، حيث أعابوا على اللّجنة المكلّفة بدراسة المترشّحين عدم الكفاءة، حيث نشر البعض منهم في تعليقاتهم أن هناك في ولاية الجلفة 10 ناجحين في قائمة أستاذ مدرسة ابتدائية تاريخ ازيادهم سنة 1990 وسنة 1991، يعني أنهم تخرّجوا السنة الفارطة على أقصى تقدير، الخبرة 0 من 06 نقاط وأقدمية الشهادة 0 من 03 نقاط، فضلا عن تداول لقب عائلي في قائمة واحدة لأكثر من 06 مرّات ويوجد تكرار للقب عائلي 05 مرّات، مع عدم تحديد تاريخ ومكان الازدياد لقوائم النّاجحين في أساتذة التعليم الثانوي وأساتذة التعليم المتوسط واستثناء تمّ ضبط قوائم التعليم الابتدائي بتاريخ ومكان الميلاد، ووجود عدّة أسماء ناجحة متكرّرة في أكثر من قائمة، مثلا في قائمة أستاذ ابتدائي وقائمة أستاذ ثانوي أدب عربي، في قائمة أستاذ فرنسية ابتدائي وقائمة أستاذ متوسط فرنسية، ممّا يعطي الانطباع بأنه تمّ تأهيل هاته الأسماء النّاجحة في قائمة واحدة ليتمّ تسجيلها ناجحة في قائمة أخرى حتى يسهل التعامل مع قائمة الاحتياط. من جهتها، نقابات التربية أجمعت على أنه لم يتمّ تسجيل أيّ تلاعب بنتائج المسابقة، وأن ما حدث هو إعطاء الأولوية لحاملي شهادة الماستر ومهندسي الدولة في الاختصاص، حسب ما جاء في منشور مديرية الوظيف العمومي الذي يحمل رقم 6113. حيث أوضح في هذا الصدد مسعود عمرواي الأمين الوطني المكلّف بالإعلام في الاتحاد الوطني لعمّال التربية (الإنباف) أن اللّجنة المكلّفة بمعالجة ملفات المترشّحين أدّت مهامها على أحسن وجه، حيث أشرف شخصيا على الاطّلاع على نتائج المترشّحين بولاية بسكرة التي كانت في منتهى النّزاهة، مشيرا إلى أنه حدث لبس عند المترشّحين من حاملي شهادة الليسانس، والذين تخرّجوا منذ سنوات، فرغم حصولهم على 06 نقاط كاملة عن الخبرة و03 نقاط عن أقدمية الشهادة إلاّ أن الأولوية في مسابقة توظيف أساتذة التعليم الثانوي تعود لحاملي شهادة ماستر 2 ومهندسي الدولة في الاختصاص حتى ولو كانوا حديثي التخرّج وهو ما ينصّ عليه منشور مديرية الوظيف العمومي، في حين كان الباب مفتوحا على مصراعيه لحاملي شهادة الليسانس في مناصب أساتذة التعليم في الطور الابتدائي والثانوي. هذا ما أكّده مسعود بوذيبة الأمين العام للمجلس الوطني المستقلّ لأساتذة التعليم الثانوي، حيث أشار إلى أنه كان من المتوقّع أن تطرح تعليمة الوظيف العمومي عدّة ردود أفعال من طرف حاملي شهادة الليسانس رغم حصولهم على أكبر مجموع من النقاط إلاّ أنه تمّ إقصاؤهم بسبب خرّيجي الماستر ومهندسي الدولة حتى لو لم يتحصّلوا على قدر كافي من النقاط، موضّحا أن هذا الإشكال لم يطرح على مستوى الطور الابتدائي والمتوسط. ولم يخف الأمين العام ل (الكنابست) أنه سبق وأن تمّ تحذير الوصايا من مغبّة هذا الإجراء وطالب بالمساواة بين جميع المترشّحين، سواء كانوا من حاملي الماستر أو الليسانس، غير أن اقتراحهم لم يؤخذ على محمل الجدّ. وفيما يخص تكرار نفس الاسم في قائمة المتوسط والابتدائي والثانوي فقد أكّد محدثنا أن هناك عددا كبيرا من المترشّحين ترشّحوا في الأطوار الثلاثة حتى يضمنوا على الأقل منصبا واحدا وهذا لعدم وجود تعليمة وزارية تمنعهم من ذلك، وفي حال نجاح المترشّح في الأطوار الثلاثة عليه أن يختار منصبا واحدا لتعود بقّية المناصب لقائمة الاحتياط، مشيرا إلى أن الأمر قانوني وليس فيه أيّ محاباة.