انتهى شهر رمضان المبارك وانتهت معه الشبكة البرامجية الخاصة به والتي تميزت وككل موسم بالبرامج الدينية والحصص الوعظية، كما تميزت بالقصص الدرامية المعروضة عبر مختلف المسلسلات الخليجية والمصرية وحتى السورية لتبدأ الفضائيات العربية التي تنافست قبل شهر في عرض مسلسل (عمر) وحصص الفتاوى وفعل الخير التحضير للشبكة الجديدة لهذا الموسم ليجد المتابع العربي نفسه في عالم مليء بالبرامج والمسلسلات الجديدة التي تتفنن القنوات في عرضها بطرق إغرائية، ولعل المتابع لهذه القنوات يلمس كثرة البرامج الفنية أو الغنائية على اختلافها من برامج اكتشاف المواهب الفنية إلى البرامج الحوارية مع نجوم الفن والتمثيل في ظل الغياب الكامل للبرامج الفكرية والثقافية وحتى الاجتماعية التي تعكس الواقع البائس الذي يعيشه العرب. اختلفت التسميات والفكرة واحدة واختلف الديكور والضيوف نفسهم إذ تعرف مختلف البرامج التي بدأت القنوات بعرض بعضها لتنتظر أخرى نهاية عطلة العيد التي لم تنته في بعض العواصم العربية، لتراهن هذه القنوات على نجاح شبكتها البرامجية على هذه البرامج الغنائية التي تحقق أعلى نسب للمشاهدة من مختلف شرائح المجتمع والراغبة في الترفيه عن نفسها فنجد العرب الذين يشكون من سوء الأحوال الاجتماعية يتسابقون في التصويت على أحسن الأصوات وأجمل الأجسام والأشكال التي يقال إنها فنية بحجة الوطنية والتي تظهر بحمل المتنافسين لأعلام بلدانهم إظهارا منهم لروح الوطنية الذي يتميزون به ولعل أول برنامج غنائي أثار ضجة في العالم العربي هو برنامج *سوبر ستار* ليليه برنامج *ستار أكاديمي*الذي أثار هو الآخر زوبعة كبيرة في العالم العربي لم تنجح في إيقافه بل زادته شهرة. تتميز برامج هذا الموسم بكثرتها في مختلف القنوات والفضائيات العربية خاصة تلك التي تملك أكبر عدد من المشاهدين والمتابعين في العالم العربي مثل قناة *ام بي سي* التي حققت في السنوات الأخيرة نجاحا جماهيريا كبيرا فبعد أن احتلت الصدارة في رمضان بفضل المسلسل الديني *عمر* هاهي الآن تسعى للصدارة بفضل البرنامج الغنائي *أحلى صوت* والخاص باكتشاف الأصوات الشابة بفكرة جديدة تمثلت في عدم رؤية لجنة التحكيم لوجوه المشتركين وستكتفي بسماع الأصوات، اللجنة المتكونة من كاظم الساهر، عاصي الحلاني، شيرين وصابر الرباعي* والذي سيقدمه الممثل المصري *محمد كريم* ومن المنتظر أن ينطلق البرنامج الهولندي الأصل في غضون الأسابيع المقبلة، كما ستراهن القناة السعودية على البرامج الحوارية الفنية مثل برنامج *نورت* للإعلامية المصرية *وفاء الكيلاني* والذي لايختلف كثيرا عن البرامج التي تعود عليها المشاهد العربي باستضافة فنانين ونجوم يروون تفاصيل حياتهم التي أصبحت معروفة للجميع، ونفس الفكرة عبر وجوه جديدة في نفس القناة في برنامج الأخوات الثلاث من تقديم *ميس ومي ودانا حمدان* ويبدو هذا البرنامج كنسخة مطابقة للبرنامج الذي عرض عبر قناة الام بي سي قبل شهر رمضان من تقديم الفنانة التونسية *لطيفة* وهو برنامج *يلا نغني*. القنوات الخليجية هي الأخرى بدأت في عرض إعلانات هذه البرامج الفنية التي يتصدرها برنامج *تاراتاتا* عبر قناة دبي والتي ستعرض أيضا النسخة الجديدة من برنامج *نجم الخليج* والذي كان قد حقق نجاحا جماهيريا في أوساط العرب وأبناء الخليج خاصة، أما القنوات المصرية فمازالت تراهن هي الأخرى رغم أن أغلبها التفت للبرامج السياسية لتبقى قناة الحياة والتي عرضت في شهر رمضان المبارك برنامجا فنيا تحت عنوان *أنا والعسل* من تقديم الإعلامي اللبناني *نيشان* والذي استضاف 30 نجمة في الغناء والتمثيل تعود *الحياة* لعرض برنامج *لعية الجمال* البرنامج الخاص باكتشاف المواهب الشابة في مجال عروض الأزياء، وفي لبنان من المنتظر أن تعرض قناة المستقبل اللبنانية برنامج *طنة وغني* للفنانة*رزان مغربي* والذي لا يختلف كثيرا عن سابقيه إذ يختص بالغناء والموسيقى التي أصبحت اليوم الشغل الشاغل للفضائيات العربية الباحثة عن الشهرة على حساب الاحترافية والمهنية التي تتوجبها مهنة الإعلام والعمل الصحفي. للتذكير فإن أغلب هذه البرامج تغيب عنها خاصية الإبداع فأغلبها عبارة عن نسخ عربية لبرامج غربية أروبية وأمريكية الأمر الذي يطرح عدة أسئلة في ذهن المشاهد العربي الذي لا تمت له هذه البرامج بصلة في ظل كل مايحدث حوله من تغيرات سياسية وإيديولوجية كبيرة والكفيلة بتغيير واقع حياته من ثورات عربية ومآس إسلامية كثيرة من المفروض أن يضع الإعلام العربي تغييرها على الأحسن هدفا يجب تحقيقه للسمو بتفكير المشاهد العربي لا النزول عند رغباته وشهواته التي لا تنتهي بعرض هذه البرامج التي تمجد الميوعة باسم الفن والخلاعة باسم الحرية والفن الهابط باسم المواهب الفنية.